القاهرة – محمد عمر ،، فلسطين – مها العواودة
جدة – مهند قحطان ـ رانيا الوجيه
تنتهج المملكة العربية السعودية في إجراءاتها الاحترازية للتعامل مع كورونا المستجد، الحرص على سلامة مواطنيها في الداخل والخارج حتى لا يكونوا سببا في انتقال العدوى -لا سمح الله- إلى أسرهم والمخالطين لهم، وكذلك تكرس جهودها في سبيل حماية المقيمين على أراضيها من الإصابة بالفيروس. ويتجسد الحرص بالاتسام بالشفافية والوضوح والتدرج، تبعاً لدرجة الخطورة وانتشار الفيروس، وهو ما يؤكد أن الموضوع حظي بعناية واهتمام ومتابعة للمستجدات منذ الأيام الأولى وحتى اليوم، إذ اتخذت السلطات السعودية المزيد من الإجراءات الوقائية والاحترازية، وذلك في إطار تطويرها المستمر لجهود منع انتقال العدوى بالفيروس ومحاصرته والقضاء عليه.
وتمثل الصحة العامة بين المواطنين والمقيمين في السعودية “خطاً أحمر” لا يقبل أي تراخٍ أو تهاون أو مجاملة، ومع ظهور خطورة الفيروس في الدول التي سجلت حالات إصابة، كان لزاماً على السلطات السعودية انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتقها، اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية المشددة، والمتمثلة في تعليق الدراسة وإغلاق المحال التجارية ومنع التجول الى غيرها من الاجراءات الاحترازية التي يتم تطبيقها تدريجيا وفقا للظروف وما تقتضيه الضرورة.
إشادات دولية
اتساقا مع جهود المملكة فإن منظمة الصحة العالمية اشادت بجهود المملكة العربية السعودية في احتواء فيروس كورونا المستجد حيث تقدم مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين مثمناً أمره-حفظه الله- بعلاج جميع مرضى كورونا في المملكة من المواطنين والمقيمين والمخالفين لنظام الإقامة بالمجان ، تعزيزا لما جاء في الكلمة الضافية التي وجهها الملك للمواطنين عن جائحة كورونا عندما قال -حفظه
الله- :(إننا نمر بمرحلة صعبة مثل العالم كله، ولكننا سنبذل الغالي والرخيص للحفاظ على صحة المواطنين وان الدولة لا تألو جهدًا في الحفاظ علي صحة الانسان ولا تهمها التكاليف والآثار المادية بقدر حرصها على حفظ النفس البشرية أولًا).
وقبيل ساعات من انطلاق قمة العشرين الاستثنائية الافتراضية، قدم مدير المنظمة العالمية الشكر للملك ايضا لقيادته وجهوده -حفظه الله -للحفاظ على العالم في أمان من فيروس كورونا، وقال من خلال تغريدته بحسابه في تويتر:(خالص امتناني لملك السعودية، لقيادته وجهوده للحفاظ على سلامة وامن العالم من جائحة كورونا.
كما كتب على حسابه معبرا عن شكره المملكة لدعمها المنظمة : (أعبر عن امتناني الشديد لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي لتقديمهم دعماً مالياً قدره 10 ملايين دولار أميركي لمنظمة الصحة العالمية لاتخاذ التدابير العاجلة للحد من انتشار فيروس ودعم البلدان ذات الأنظمة الصحية الضعيفة).
حدث ذلك في ذات الوقت الذي يزداد اجتياح وباء كورونا للمدن والولايات الأمريكية كل يوم، للحد الذي دفع الرئيس دونالد ترمب لتحذير المواطنين من “أسبوعين عصيبين للغاية” في مواجهة (كوفيد-19)، مشيرا إلى أن الأعداد ستزداد بكثرة في هذه الفترة، مطالبا الأميركيين بالصبر.
تلخص هذه الشهادات والاشادات التي صدرت من اعلى قمة هرم المنظمة العالمية المسؤولة عن صحة الانسان، كل الافادات والاشادات والشهادات التي ادلى بها نخبة من المسؤولين والأخصائيين والاعلاميين الذين استطلعت آراءهم “البلاد”، منوهين من خلالها بالاجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة للحد من انتشار وتفشي الفيروس ومساهماتها في علاج جميع المرضى والمصابين بالمجان وتضحياتها بكل غال ونفيس من اجل صحة الانسان ليس في داخل المملكة فحسب وانما في خارجها ايضا على المستوى الاقليمي والعالمي حيث امتدت اياديها البيضاء ومساعداتها الانسانية لتشمل منظمة الصحة العالمية ودعم الشعب الفلسطيني باحدث الأجهزة والمعدات الطبية من بينها (اجهزة للتنفس) اضافة لدعم الصين والباكستان والسودان وغيرها من الدول ضعيفة النظام الصحي.
من أبرز الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها المملكة للحد من انتشار العدوى والتي اجمع المستطلعة آراؤهم في التنويه اليها : نشر برامج التوعية للوقاية من الفيروس،
إغلاق الأسواق والمجمعات التجارية المغلقة والمفتوحة، عدا الصيدليات والأنشطة التموينية الغذائية، وإغلاق محلات الحلاقة الرجالية وصالونات التجميل النسائية.
اقتصار الخدمة في أماكن تقديم الأطعمة والمشروبات وما في حكمها على الطلبات الخارجية فقط.
منع التجمعات في الأماكن العامة المخصصة للتنزه، مثل الحدائق والشواطئ والمنتجعات والمخيمات والمتنزهات البرية وما في حكمها.
إيقاف جميع أنشطة المزادات والحراجات وإقفال مواقع التجمعات الخاصة بها مؤقتا.
الحد من وجود الجمهور والمستفيدين في الدوائر الحكومية من خلال تعزيز التعاملات الإلكترونية.
تقوم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بتشجيع الشركات والمؤسسات الخاصة والجمعيات الخيرية لتقليل أعداد حضور الموظفين والعاملين إلى مقرات العمل وتعزيز العمل الإلكتروني عن بعد.
إلزام جميع الشركات والمؤسسات بتطبيق الحجر المنزلي لمدة 14 يوما من تاريخ القدوم لجميع العمالة الوافدة من خارج المملكة قبل الشروع في مباشرة أعمالهم، وكذلك من تظهر عليهم أعراض تنفسية من العمالة الموجودة خلال الوضع الراهن.
منع التجول كما منعت الأشخاص من دخول مكة والمدينة والرياض وجدة، في خطوة لاحتواء تفشي الفيروس.
ومنع التجول وعلاج جميع المصابين بالمجان وعزل القادمين من الخارج لمدة 14 يوما
استخدام تقنيات الطائرات بدون طيار “درون” المزودة بكاميرات حرارية لمراقبة الأسواق “حراريا” للكشف عن الفيروس ودرجات حرارة المتسوقين في عدد من المراكز التجارية بالمنطقة الشرقية والمدينة المنورة والقصيم وذلك ضمن إجراءاتها الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا وتوفير بيئة آمنة للمتسوقين.
تعليق الدراسة والطيران واغلاق ابواب المساجد وتعليق العمرة مؤقتا وارجاء ابرام عقود الحج
وزير الحج والعمرة، محمد صالح بن طاهر بنتن،قال إن المملكة قلقة بشأن سلامة الحجاج، حاثا الناس على “التريث قبل إبرام عقود (الحج)”.
ومبادرة تمكين بعض الوافدين من العودة إلى بلدانهم بشكل استثنائي ،امتداداً للمواقف الإنسانية التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين، والحرص الشديد على تلبية احتياجات المقيمين، واستجابة لرغبات بعض الوافدين بالعودة إلى بلدانهم في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها كافة دول العالم جراء الإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس كورونا ومنع تفشيه وإتاحة الفرصة لمغادرة العاملين الذين انتهت علاقتهم التعاقدية مع منشآتهم.
مساعدات مالية
مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لشؤون الصناديق العربية والإسلامية ناصر قطامي اشاد بقرار التعليق المؤقت لرحلات العمرة، وتقديم المملكة مساعدات مالية عاجلة لعدة دول منها الصين فلسطين والسودان ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الإنسانية والإغاثية لمواجهة جائحة كورونا ومد يدها للدول والمنظمات في هذه الأوقات الصعبة، في وقت عجزت فيه دول متقدمة عن توفير المستلزمات الأساسية لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، ما يؤكد قوة المملكة ودورها الإنساني الريادي في دعم الإنسانية.
وتحسين تجربة المريض أثناء رحلته في الاستطباب حيث كرست جميع سبل الراحة والاحترافية في التعامل، وتسخير التطبيقات الإلكترونية بأحدث المعايير الدولية في التعامل الفرزي والتوجيهي عبر استخدام تطبيق “موعد” وغيره من الخدمات، ولا ننسى المعاملة الفندقية الراقية لإخوتنا في الحجر والامر الملكي بعلاج جميع المصابين مجانا ، ما يشكل انموذجا يحتذى به في الرحمة والإنسانية حيث يتساوى جميع البشر في المرض والألم والمعاناة. وختم النجار قوله كوني طبيبا أنهي هذا الكلام بجملة أخيرة لإخوتي المواطنين والمقيمين الأحباء: أخوتي في درب الكفاح نحن بفضلكم ننتصر الآن على ما فشلت فيه دول كثيرة ونحتوي الوباء بكل احترافية.
تخفيف الاضرار
من منظور لافت يرى الحقوقي أيمن نصري رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، أن الحكومة السعودية لم تتعامل مع الأزمة بسياسة رد الفعل كما حدث في بعض الدول المتقدمة وهو الأمر الذي ترتب عليه الخروج من عنق الزجاجة وجعل الوباء تحت السيطرة ،فضلا عن تقديم حزمة كبيرة من المساعدات المادية لمختلف قطاعات الدولة لمواجهة التداعيات الاقتصادية المتوقعة بهدف حماية سوق العمل من الإضرار الناجمة عن انتشار الفيروس وخاصة العمالة المؤقتة والشركات المتوسطة والصغيرة وهو ما يجعل المملكة من الدول القليلة على مستوى العالم التي سخرت كل إمكانيتها لدعم المواطن السعودي وتخفيف الأضرار الاقتصادية والمالية الناتجة عن الأزمة.
إدارة الأزمة
بدوره قال الدكتور عبدالوهاب غنيم نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية أن حكومة المملكة وضعت خطة احترازية متقدمة فى ظل الخبرات الواسعة التى تمتلكها فى إدارة العمليات الصحية الدقيقة وقدرتها على التعامل مع الأوضاع الطارئة، بالإضافة لقدرتها على إدارة التجماعات وتوفير الخدمات الكاملة لهم، مشيدا بالاجراءات التي اتخذتها في عملية الفحص الشامل للعائدين من الخارج، وعمليات التقصى المتقدمة، وتوفير الخدمات الصحية ووسائل التواصل مع المراكز الطبية لتقديم المعلومات وتوفير الخدمات السريعة من المستشفيات والأجهزة الحديثة، فضلا عن دور شبكة الرقابة الصحية “حصن”.
كوادر مدربة
من جهته وصف الدكتور وجدى المخلافي رئيس هيئة مستشفى الجوف العام الإجراءات السعودية لمواجهة ” كورونا ” بالاستباقية والحازمة في ظل التطورات السريعة التي تجري على مستوى العالم ، معتبرا أن المملكة تمكنت في فترة وجيزة من تحديث منظومتها الطبية من حيث العنصر البشرى المدرب والامكانيات والأجهزة الحديثة ، مشيدا بسرعة الاستجابة السعوية لمواجهة ” كورونا ” عبر حزمة من القرارات لحماية المجتمع وحملات التوعية المستمرة للمواطنين ، فضلا عن التجهيزات الشاملة لمواجهة الظروف الطارئة في أي وقت ، مشددا على كفاءة القطاع الصحي السعودي والاكتفاء من المستلزمات الطبية والعلاجية ذات المواصفات العالمية ، مشيرا الى ان المملكة تأتي في طليعة دول العالم التي تقدم الخدمات بصورة مجانية وبأعلى المستويات.
إجراءات مهنية
وفي سياق ذلك قال الدكتور عيسى واكد طبيب باطني ومساعد المدير الطبي بمستشفى القريات العام ان إجراءات وزارة الصحة السعودية السريعة في أزمة كورونا تميزت بالدقة والمهنية والشفافية، وأنها سخرت كل إمكانياتها للتوعية والعلاج مجانا حتى لمخالفي نظام الاقامة، ما يؤكد انفرادها وطليعتها بين الدول الداعمة لحقوق الإنسان.
دعم المنشآت
جمال بنون الكاتب والمحلل الاقتصادي قال ان تعامل السعودية مع هذا الوباء يعتبر انموذجا يحتذى ،منوها بادارة المملكة لقمة العشرين بكل مهنية واحترافية، وضخها مايقارب 300 مليار ريال سعودي لدعم اصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة واصحاب البنوك وأجلت الكثير من الدفعات المستحقة للمؤسسات ممن لديهم تسديد اقساط ،وإدارتها للأزمة بإحترافية ومهارة عالية ، كما اتخذت أسلوب التدرج في اتخاذ القرارات للحد من انتشار الفيروس ، فيما يؤكد الأمر الملكي بمعالجة المرضى المصابين من المواطنين والمقيمين وحتى الوافدين ممن لايحملون اقامة نظامية بدون اية تبعات قانونية، ان السعودية تولي صحة الانسان الاهمية القصوى دائما ولفتة إنسانية بارعة.
ويجيء رأي الإعلامي السعودي عزام الخديدي متفقا مع راي جمال بنون لجهة أن المملكة قدمت أنموذجا للدولة المسؤولة امام جائحة كورونا وبصفتها رئيسة لمجموعة العشرين بادرت بعقد القمة الافتراضية والتي خرجت بنتائج هامة تعزز الموقف الموحد من المجتمع الدولي تجاه كورونا ، ماعزز من الثقة والمكانة التي تحظى بها.
الالتزام بالاحترازية
كذلك اكدت الإعلامية رندا الشيخ من جانبها أن المواطن والمقيم على أرض المملكة يعيشان في اطمئنان في ظل القيادة الرشيدة التي لا تدخر جهدا لحفظ سلامة الإنسان ، فيما يعكس التزام جميع أفراد المجتمع بالاجراءات الاحترازية الوعي والإدراك الكبيرين لأهمية الالتزام بالتعليمات حفاظاً على الأرواح، كما يعطي صورة للمحبة الكبيرة التي تسكن قلوبهم تجاه الوطن.
شعار #الصحة للجميع#
يؤكد الدكتور تيدروس مدير منظمة الصحة العالمية ان شعار “الصحة للجميع” يجب أن يكون هو مركز الثقل للجهود المبذولة من أجل تحقيق جميع الأهداف الإنمائية المستدامة وذلك لأنه عندما يتمتع الناس واسرهم بصحة جيدة ، فسوف تستفيد المجتمعات والبلدان ، ولكن لدينا طريق طويل لنقطعه إذ ما زال هناك نحو 400 مليون شخص -بواقع واحد من كل 17 من سكان العالم – يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية، مضيفا انه يجب أن تكون الأولوية القصوى لمنظمة الصحة العالمية، هي دعم جهود السلطات الصحية
المحلية لتعزيز مسؤولياتها الأساسية بما في ذلك القوى العاملة في مجال الصحة، وتقديم الخدمات ونظم المعلومات الصحية، موضحا انه رغم أن تحقيق التغطية الصحية الشاملة يبدو هدفا طموحا، إلا أن الهدف الأول والذي يجب تحقيقه هو خلق عالم أكثر صحة وأكثر انصافا والتغلب على الحواجز التي تعوق الوصول إلى التشخيص والرعاية عالية الجودة، فضلاً عن الأدوية الضرورية، والتركيز بشكل أقوى على دفع عملية الحصول على الأدوية لمكافحة الأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا والأمراض المدارية المهملة والتهاب الكبد والأمراض غير المعدية، مثل السرطان وأمراض القلب والأمراض التنفسية المزمنة والسكري.