البلاد – رضا سلامة
فيما سيطر الجيش الوطني اليمني على عدة مواقع في سوق صرواح، أمس (الجمعة)، أقرت ميليشيات الحوثي الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، بهزائمها في صرواح وجبل هيلان وسط تبادل اتهامات بين قياداتها بالخيانة، معلنة استعدادها للبدء في تبادل الأسرى، بينما خلص تقرير معهد أمريكي إلى أن الضغط العسكري أفضل وسيلة للتعامل مع الحوثيين وتجنيب اليمن استمرار الحرب.
وقال مصدر عسكري: إن قوات الجيش الوطني اليمني مسنودة برجال القبائل شنت هجومًا واسعًا على مواقع الميليشيات الحوثية الانقلابية في سوق صرواح، ونجحت خلال الساعات الأولى للهجوم في السيطرة على عدد من المواقع وسط خسائر كبيرة للميليشيا في الأرواح والعتاد، في وقت أقرت الميليشيات الإرهابية العميلة لإيران بمقتل العشرات من عناصرها، وسيطرة قوات الجيش اليمني على جبل “هيلان” وتراجع مسلحيها في جبهة صرواح بمحافظة مأرب شرق اليمن، وفق وسائل الإعلام التابعة للحوثيين، التي بينت أن زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، وجه بفتح تحقيق عاجل في أحداث جبهتي هيلان وصرواح.
وفي مؤشر على حالة التصدع داخل الميليشيات وفقدان الثقة وتبادل الاتهامات بالخيانة، ذكرت المصادر أن زعيم الميليشيات وجه بإحالة قيادة المنطقة العسكرية الثالثة – التابعة للجماعة – إلى السجن، واتهمها بالخيانة، والتفريط في “هيلان”، ومواقع أخرى في جبهة صرواح غرب مأرب.
وكانت قوات الجيش الوطني قد سيطرت خلال اليومين الماضيين على مساحات واسعة في صرواح، بالإضافة إلى سلسلة من جبال “هيلان” الاستراتيجية، خلال عملية عسكرية نوعية وخاطفة ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وواصلت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية دك مواقع الميليشيات الإيرانية في عدة جبهات، بينما قالت مصادر عسكرية: إن 9 عناصر حوثية لقوا مصرعهم، الجمعة، في غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي في مديرية عبس شمال محافظة حجة، مضيفة أن مقاتلات التحالف العربي نفذت غارتين جويتين، استهدفت إحداهما مدفعًا تابعًا للحوثيين شمال منطقة بني حسن التابعة لمديرية عبس كان بجواره 9 عناصر حوثية مما أدى الى مقتلهم جميعًا، فيما استهدفت الغارة الأخرى مبنى كانت تستخدمه الميليشيا للتموين العسكري في المديرية ذاتها.
ودفعت انتصارات الجيش الوطني قيادات بالميليشيات إلى تهدئة الخطاب الإعلامي وترويج ادعاءات الرغبة في إحياء المفاوضات السياسية، حيث أعلنت الميليشيات عن استعدادها للبدء في عملية تبادل أسرى، بإشراف أممي، بذريعة تفادي انتشار فيروس كورونا.
وقال ما يسمى برئيس اللجنة الثورية لميليشيات الحوثي، محمد علي الحوثي، على “تويتر”: “نحن حاضرون للبدء في تبادل الأسرى، على كل ما تم الاتفاق عليه في الأردن برعاية أممية”.
وكانت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنتا في منتصف فبراير الماضي، عن اتفاق أطراف النزاع باليمن، على خطة مفصلة لإتمام أول عملية تبادل رسمية واسعة النطاق للأسرى والمحتجزين منذ بداية الصراع في البلاد.
وفي تأكيد على أن الميليشيات العميلة لإيران لا تعرف ولا تنصاع إلا للغة القوة، قال تقرير لمعهد أمريكي: إن الحل الناجح مع الحوثيين هو الضغط العسكري الاستراتيجي الكفيل بتجنيب اليمن استمرار الحرب.
وأكد معهد الشرق الأوسط الأمريكي في تقرير له إلى أن ” إيران زادت بشكل استراتيجي من دعمها العسكري والسياسي العلني والسري للحوثيين، مما رفع كلفة الحرب ووسع رقعتها”، مشيرًا إلى أن “المرشد الإيراني خامنئي أعلن علنًا دعمه للحوثيين في أغسطس 2019، حيث رفعت طهران مستوى تعاونها من خلال الترحيب بإبراهيم الديلمي كممثل للحوثيين في إيران، وفي غضون ذلك، دعم الحوثيون أجندة إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الخليج والمنطقة”.
وخلص التقرير إلى أنه “لإشراك الحوثيين في محادثات سلام جادة وذات مصداقية، يجب على التحالف مضاعفة جهوده السياسية، وفرض ضغط عسكري استراتيجي لتحسين موقف الحكومة، وإلا فإن الطريق سيصبح سالكًا باتجاه عام سابع من الصراع”.