البلاد – رضا سلامة
بينما يواصل الرئيس التركي نفاقه على الملأ بالسماح لمستشاره بتصويره أثناء تشغيل الأذان لاستعطاف الناس وزيادة شعبيته، ينتهك أردوغان حقوق الإنسان في بلده ويعجز عن مواجهة الجائحة في وقت يعلن عن دعمه لإسرائيل بمساعدات طبية، ويمد يده بالأموال للتنظيمات الإرهابية المسلحة في دول المنطقة وسوريا وليبيا التي تلقى فيها هزائم جديدة.
وفيما تتمدد أطماع أردوغان يوما بعد آخر، ويسعى لمواصلة مخططاته التوسعية العدوانية الإخوانية في ليبيا، رغم الدعوات الأممية لوقف إطلاق النار وتركيز الجهود على مواجهة انتشار فيروس كورونا، أعلن الجيش الليبي، أمس (الثلاثاء)، أن دفاعاته الجوية أسقطت طائرة مسيّرة تركية فور إقلاعها من قاعدة معيتيقة العسكرية وقبل إغارتها على مواقعه العسكرية جنوب العاصمة طرابلس.
وشهدت محاور القتال بجنوب العاصمة وجنوب مدينة مصراتة وغرب سرت خلال الأسبوع الماضي، معارك طاحنة هي الأعنف منذ الإعلان عن بداية الهدنة بين قوات الجيش الوطني الليبي وميليشيات حكومة الوفاق بطرابلس المدعومة أردوغانيًا، أسفرت عن تحقيق الجيش تقدمًا نحو وسط العاصمة طرابلس وسيطرته على مناطق استراتيجية قريبة من الحدود التونسية.
وتأتي موجة المواجهات الجديدة في ظل مواصلة أردوغان إرسال المرتزقة والسلاح إلى ليبيا لدعم حلفائه، الذين صعدوا بإعلان عملية عسكرية جديدة، واستمروا في انتهاك الهدنة الهشة في محاور جنوب مدينة مصراتة وغرب مدينة سرت ومحاور طرابلس، ما ينذر بمزيد من التصعيد عسكري خلال الأيام القادمة، فيما منيت ميليشيات حكومة الوفاق بخسائر كبيرة أخيرا في الغرب الليبي، وسيطر الجيش الوطني على مدن زليطن والجميل ورقدالين ومناطق أخرى قريبة من الحدود التونسية، بينما تستمر المعارك في مناطق واد زمزم وبوقرين والهيشة جنوب مدينة مصراتة ومحوري الوشكة والقداحية غرب مدينة سرت.
وفي ظل تواصل مغامرات أردوغان في ليبيا، تتضاعف أعداد ضحايا ومصابي كورونا في تركيا، يوما بعد آخر، وينتشر الرعب في الشوارع مع تحذيرات دولية ومحلية من تفشي الفيروس، خاصة بعدما بلغت الحالات المؤكد إصابتها نحو 11 ألف مصاب، بينما بات موظفو السجون في تركيا رهن الاحتجاز بعد عدم السماح لهم بالعودة لمنازلهم والبقاء داخل أماكن معزولة ضمن الإجراءات الحكومية لمواجهة تفشي فيروس كورونا بالبلاد. ويزداد القلق على وضع سجناء الرأي مع عدم شمولهم بمقترح تقليل فترة العقوبات، المنتظر طرحه على البرلمان، رغم أنه يشمل السجناء الجنائيين.
وفي السياق ذاته، أفاد خبير الاقتصاد الصحي التركي المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، دكتور إينان دوغان، بأن الأعداد المتوقع أن تكون حاملة لفيروس كورونا داخل تركيا لا تقل عن 500 ألف حالة، موضحًا أن أعداد المصابين تتضاعف كل 3 أيام تقريبًا، مشيرًا إلى أن الدراسات والمتابعات التي أجراها تثبت ذلك بالمعادلات الحسابية، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تصل نسبة الوفيات إلى نحو 1%، أي 5 آلاف حالة وفاة تقريبًا، بحلول 20 أبريل الجاري.
وعلى خلاف زعماء الكثير من دول العالم الذين وضعوا حماية أرواح مواطنيهم على رأس أولوياتهم قبل أي اعتبارات أخرى، إذ شدد أردوغان على ضرورة أن تواصل تركيا الانتاج “وتبقي على دولاب العمل دائرا” أثناء انتشار فيروس كورونا لدعم الصادرات، دون مراعاة لحقوق الإنسان.
يشار إلى الحكومة التركية أحجمت حتى الآن عن إصدار أمر إلى السكان في أرجاء البلاد للبقاء في منازلهم، الأمر الذي انتقده عمدة بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، بالحديث عن ضرورة فرض حظر تجوال شامل، ملمحًا إلي إمكانية فرض حظر تجوال في إسطنبول وحدها، إذا لم تفرض الحكومة حظرًا شاملا.
إلى ذلك، طالب البرلمان الأوروبي تركيا بالإفراج عن الآلاف من المعتقلين السياسيين داخل السجون، ضمن حزمة العفو التي تنوي تنفيذها لاحتواء تفشي الفيروس بين السجناء، والتي تنوه السلطات إلى خلوها من المتهمين في قضايا الإرهاب، في إشارة إلى المعارضين السياسيين الذين تزج بهم في السجون باتهامات ملفقة تندرج تحت هذه التوصيفات.