تحقيق – ياسر بن يوسف -جدة
مع تفشي وباء الكورونا والحديث عن جهاز المناعة والعناصر الداعمة له من اطعمة ومأكولات ، دفع الهلع الكثيرين إلى التهافت على شراء بعض السلع الغذائية الخاطئة ظنا منهم أن ذلك عامل مساعد قوي في الوقاية والعلاج من الاصابة بفيروس كورونا وزيادة المناعة، علما بان نظام جسم الانسان المناعي ، عملية منظمة معقدة مكونة من أكثر من نوع من الخلايا للمكافحة والحفاظ على الجسم من الإصابة بالأمراض وخط دفاعي قوي جدا الا من لديه أمراض تثبّط هذا الجهاز وتعطله بشكل مؤقت أو دائم.
“البلاد” استطلعت آراء مجموعة من الاطباء والصيادلة والمختصين وخبراء التغذية حول أفضل أنواع التغذية الصحية السليمة والمناسبة للوقاية من الاصابة بفيروس كورونا حيث اجمعوا على اهمية التغذية الصحية السليمة وتناول انواع بعينها من الأطعمة والمأكولات. العسل والخضروات والفواكه
بداية تشير الاستاذة الدكتورة جميلة بنت محمد هاشمي استاذة التغذية في جامعة الملك عبد العزيز، الى العسل ،الحبة السوداء، الخضروات والفواكه الغنية بفيتامين سي ، بربوليس النحل وكل الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة والتي تحتوي علي فيتامين A,C,E مع السلينيوم والنحاس والزنك والماغنيسيوم ، موضحة ان الفواكه الحامضية مثل الليمون والبرتقال تعمل على رفع قلوية الدم حتى وان كانت أصلا حامضية على عكس الألبان واللحوم والأجبان فهي قلوية قليلًا لكن تعمل على رفع حامضية الدم بعكس الفواكه والخضروات.
الغذاء الصحي المتوازن
ومن جانبه يؤكد الدكتور خالد بن علي المدني استشاري التغذية العلاجية وعضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للغذاء والتغذية ، أن المثبت علميًا الذي يرفع المناعة هو تناول الغذاء الصحي المتوازن وذلك حسب العمر والجنس والحالة الفيزيولوجية (الحمل والارضاع ومراحل النمو) اضافة إلى النمط والسلوكيات المعيشية الصحية والتي تشمل النوم الكافي المنظم، والامتناع عن التدخين والكحول والمخدرات، والمحافظة على الوزن الصحي، والقيام بالنشاط الحركي المناسب والمنتظم.
الماء والسوائل
اما الدكتور عمرو شلبي اختصاصي الأمراض الباطنية فيرى ان من اهم هذه الأطعمة هو الماء حيث تعتبر التروية بالماء والسوائل في خلايا جسم الإنسان أكبر مقوٍ للمناعة وحافز على منع الجسم للميكروبات بأنواعها من الاختراق للخلايا ،مضيفا ان ما نضعه في أفواهنا من أطعمة في مجملها لها تأثير سواء بالسلب أو الإيجاب على جهازنا المناعي وقدرة خلايا الجسم على صد أي ميكروبات خارجية أو تلوث وهي : اليانسون ، الزنجبيل ، الكركم ، الفلفل الأحمر ، الثوم ، اللوز وزيت جوز الهند ، موضحا ان الحبوب تحتوي على الألياف المفيدة والفيتامينات والمعادن ومن هذه الأطعمة: “فيتامين أ” يكسب الجسم نوعاً من الوقاية من الأورام السرطانية، والعدوى الفيروسية، وهو من الفيتامينات المهمة، للحفاظ على قوة جهاز المناعة وفاعليته، ويوجد فى الكبدة البقرى ،الجزر ،قرع العسل ،الشمام ، المانجو ،المشمش ،الفلفل الأصفر، الطماطم، الكرنب، اليوسفى، الخوخ ،الشاي الأخضر والبطاطا الحلوة،ويضاف الى ذلك البروكلي والسبانخ وهي أطعمة غنية بأنواع الفيتامينات والمعادن المختلفة مع مضادات الأكسدة ،ما يساعد على قوة و فعالية خلايا الجسم كلها بما فيها الخلايا المناعية و نظامها ، مشيرا الى ان كلا من “الثوم والبصل” مفيدان جداً كونهما غنيين بمركبات الكبريت ومركبات مضادة للتأكسد ومعدن السيلينيوم وهذا ما يجعله منشطاً لجهاز المناعة ، فضلا عن السمك الذي يحتوي على نوع مميز من الأحماض الدهنية يسمى “أوميجا3” المفيدة لتقوية الكرات البيضاء التي تقوى جهاز المناعة.
كذلك يحتوي اللبن على مستنبت البكتيريا الحية، فيما توجد في أمعاء الإنسان الملايين من البكتيريا الضرورية للهضم والتي تعيق نمو البكتيريا الضارة في الجهاز الهضمي وهى تشكل جزءاً هاماً من نظام المناعة لحماية الجسم.
والخضروات من الفصيلة الصليبية مثل الملفوف والزهرة والبروكلى واللفت، تتميز هذه الفصيلة باحتوائها على مواد منشطة ومقوية لجهاز المناعة وأيضاً تحتوى على مضادات للأكسدة وأيضاً غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف.
والحمضيات تحتوى على نسبة جيدة من فيتامين سى المضاد للتأكسد والمنشط لجهاز المناعة والضروري لمحاربة الخلايا السرطانية.
والكيوى يعتبر من أكثر أنواع الفواكه الغنية بفيتامين سى وأيضاً يحتوى على البوتاسيوم ومضادات الأكسدة ومادة الكلوروفيل التى تساعد فى مقاومة السرطان.
كما ان العسل مصدر هام للطاقة ويستخدم كمضاد للالتهابات ومقاوم للفيروسات ونزلات البرد ومفيد لتقوية الجهاز المناعي للجسم.
النظام الغذائي الصحي
أما الدكتور خالد شاكر ابو العزم اختصاصي الامراض الباطنية، فيرى ان الدراسات أظهرت أن النظام الغذائي الصحي وعادات نمط الحياة يمكن أن تساعد في تعزيز الدفاعات الطبيعية للجسم وأظهرت الدراسات أن الفواكه والخضروات توفر المغذيات -مثل بيتا كاروتين وفيتامين ج وفيتامين هـ -التي يمكن أن تعزز وظائف المناعة نظرًا لأن العديد من الخضروات والفواكه والأطعمة النباتية الأخرى غنية أيضًا بمضادات الأكسدة، فإنها تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي.
وأشار الى أن بيتا كاروتين هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي يمكن أن تقلل من الالتهاب وتعزز وظيفة المناعة عن طريق زيادة خلايا مكافحة الأمراض في الجسم وتشمل المصادر الممتازة البطاطا الحلوة والجزر والخضروات ذات الأوراق الخضراء.ومن اهم المواد الغذائية ايضا الليمون ، الثوم ، الشاي الأخضر، الزنجبيل.
الأطعمة الغنية بالبروتين
ومن ناحيتها أشارت الدكتورة فيفيان محمد وهبي اخصائية التغذية العلاجية، الى ان من ابرز الأطعمة التى تعزز مناعة الجسم هي الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف والأحماض الامينية والبروبيويتك ومضادات الأكسدة والزنك وفيتامين “أ” و “سي”و “ه” ، ناصحة بتناول الثوم الني من خلال إضافتة في طبق السلطة لغناه بمادة الاليسين التى تحفز خلايا الدم البيضاء وخلايا المناعة لتدمير فيروسات البرد والانفلونزا، اضافة لتناول الزبادي لانه داعم قوي للجهاز المناعي لانه مصدر قوي للبروبيوتك الذي يحمي الجهاز الهضمي ويقلل من فرص وصول البكتيريا في الأمعاء الى مجرى الدم فضلا عن تناول الاغذية الغنية بالبروبيوتك، ما يقلل من نزلات البرد ويخفف من شدة الأعراض،اضافة للبذور مثل بذور عباد الشمس والشيا والكتان للسلطة اليومية وتناول الفاكهة الحمضية مثل البرتقال الأناناس الكيوي الغريب فروت والجوافة لغناها بفيتامين سي كمضاد قوي للأكسدة وتقوية جهاز المناعة اضافة لتناول الخضار الملونة مثل الطماطم والفلفل الرومي الاحمر.
الحمضيات ،الفلفل والثوم
الصيدلانية ربى شكري ناصر ترى ان هناك عدة أطعمة تقلل من فرص الإصابة بالأمراض وتسرع من عملية التعافي من المرض بعد الإصابة به ومن هذه الأطعمه : الحمضيات ( الجريب فروت ، الليمون ، البرتقال ) والفلفل الحلو والثوم الذي يحتوي على تركيز عال من الكبريت الذي يقوي المناعة ،كما يحتوي الزنجبيل على خصائص مضاده للميكروبات لذلك يعمل على تخفيف الالتهابات ، فيما يحتوي اللبن على فيتامين د الذي يساعد على تنظيم الجهاز المناعي وكذلك المكسرات لإحتوائها على عناصر مهمة في المحافظة على صحة الجسم وجهازها المناعي مثل الزنك والنحاس والسيلينيوم وفيتامين ه وغيره.
نظام غذائي صحي ومتوازن
ومن جهته يؤكد الصيدلي محمد محمود ابو عطية ان اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مهم لتعزيز جهاز المناعة ويساهم في منع ظهور الامراض المختلفة والتي يكون منبعها من ضعف المناعة في اجسامنا ، ما يجعل من الضرورة بمكان تعزيز الجهاز المناعي باعتباره المسؤول عن حماية اجسامنا من البكتيريا والفطريات والامراض المعدية، ناصحا بتناول الاطعمة ذات اللون الاحمر والغنية بالكاروتين وفيتامينA مثل الطماطم والفلفل الاحمر
والفراولة والكرز والتوت ومضادات الاكسدة التي تقوي الدورة الدموية مثل الثوم والبصل.
طرق خاطئة للوقاية
الثوم
انتشرت رسائل كثيرة عبر موقع فيسبوك توصي بتناول الثوم لمنع الإصابة بفيروس كورونا.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه على الرغم من أنّ الثوم “طعام صحي وقد يساعد في مواجهة الميكروبات”، لا يوجد دليل على أنّ تناول الثوم قد يحمي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
ومن المعروف أنّ تناول الفاكهة والخضروات وشرب المياه، جميعها أمور تساعدنا في البقاء بصحة جيدة. لكن، لا يوجد أي دليل على فائدة أي نوع من هذه الأطعمة في المكافحة.
شرب المياه كل 15 دقيقة
نقلت إحدى المنشورات على فيسبوك نصيحة من “طبيب ياباني” يوصي بشرب المياه كل 15 دقيقة لطرد أي فيروس غير انه لا يوجد أي دليل على الإطلاق، على أنّ شرب المياه يطرد الفيروسات من الجسم.
الحرارة وتجنب الآيس كريم
هناك الكثير من النصائح التي تشير إلى أنّ الحرارة المرتفعة تقتل الفيروس – ولهذا يوجد توصيات بشرب الماء الساخن والاستحمام بمياه ساخنة أو باستخدام مجفف الشعر.
وتدّعي إحدى المنشورات التي تداولها العشرات من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في بلدان مختلفة – ونُسبت زورا إلى منظمة يونيسيف، أنّ شرب الماء الساخن والتعرض لأشعة الشمس سيقتل الفيروس – ويقول المنشور إنه يجب تجنب أكل الآيس كريم.
وقالت شارلوت غورنيتزكا، التي تعمل على الأخبار الزائفة حول كورونا بالمنظمة: “رسالة خاطئة حديثة منتشرة عبر الإنترنت… يزعم ناشروها أنها صادرة عن يونيسيف وتنصح بتجنب الآيس كريم والأطعمة الباردة الأخرى بدعوى أنها تساعد في انتشار المرض. وهذا بالطبع، غير صحيح بتاتا”.
إنّ محاولة تسخين جسمك أو تعريض نفسك لأشعة الشمس غير فعالة أبداً.
كما أنّ شرب السوائل الساخنة لن يغيّر درجة حرارة الجسم الفعلية، التي تظلّ مستقرة ما لم تكن مريضا وتعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
لماذا منع الأكل في المطاعم؟
يقول الخبراء إنه حتى إذا كان فيروس كورونا موجودًا في طعامك، فسيتم تدميره بالطهي المناسب، مضيفين أن الخطر في المطاعم وليس من الطعام، إذا قام شخص مصاب بزيارة المطعم، فقد يودع الفيروس على الأسطح مثل الطاولات والأبواب والقوائم، ومن خلال مشاركتك شخصا مصابا بفيروس كورونا الطعام من نفس الطبق ستنتقل اليك العدوى. ويمكنك تقليل هذا الخطر من خلال نظام غسل اليدين، والتعقيم.