الدولية

محاولة اغتيال حمدوك تعيد مطالب تفكيك «الإخوان»

الخرطوم – البلاد

لا تزال الأجهزة الأمنية السودانية تبحث عن خيوط توصلها لمن يقف وراء العملية الإرهابية التي استهدفت رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، إذ قال مصدر أمني مطلع أمس (الثلاثاء)، إن السلطات الأمنية أوقفت عددا من المشتبه فيهم في محاولة اغتيال حمدوك، من بينهم أجانب، بينما أكّد النائب العام تاج السر علي الحبر، أن الإجراءات والتحقيقات بشأن محاولة اغتيال رئيس الوزراء مستمرّة بجانب استنفار الأجهزة الأمنية كافة.

ولفت الحبر في تصريحاتٍ له أمس، إن الرؤية المفصلية بشأن محاولة حادثة الاغتيال ستتضح بعد اكتمال التحريات كافة، مشيراً إلى أنه لم نصل لأيّ معلومات في الوقت الحالي تفيد بتورّط جهات أو مجموعات بعينها، وتابع من الصعب في هذه المرحلة الإفصاح عن أيّ معلوماتٍ بشأن محاولة اغتيال حمدوك، موضحاً أنّ التحريات لم تسفر عن أية معلومات.

وفي وقت لم تتهم الجهات الرسمية جهة بعينها، إلا أن الشارع السوداني يوجه سهام الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين، حاضنة النظام السابق، حيث طالب البعض بتسريع تفكيك الإخوان وعزلهم عن المشهد لكي لا ينفذوا المزيد من الهجمات التي تقصد تقويض التغيير الذي حدث بثورة شعبية شاملة.

وعزز هذا الاتهام، ما كشفته مصادر سودانية، وفقاً لموقع “قطريليكس”، بأن النظام متورط في محاولة اغتيال حمدوك، مشيرة إلى أن الدوحة أرسلت أموالاً ضخمة عَبْر حقائب دبلوماسية لجماعة “الإخوان” لتنفيذ المهمة الإرهابية، بينما أكدت ذات المصادر أن قطر وتركيا و”الجماعة الإرهابية” أكبر المستفيدين من الهجوم الإرهابي حتى يتمكنوا من إيقاف عملية الانتقال إلى الديمقراطية، وزعزعة الاستقرار داخل الخرطوم، لذلك خرج آلاف السودانيين في مظاهرات منددين بالعمل الإرهابي.

ويرى مراقبون للمشهد السوداني أن العملية الإرهابية صبت في صالح الحكومة الانتقالية بمزيد من الالتفاف حولها والتأكيد على أنها خيار الشعب، الذي ينتظر منها تغيير الأوضاع السياسية والاقتصادية للأفضل، معتبرين أن “ما لا يقتلك يقويك”، ليبدأ حمدوك رحلة إنجاز يرد بها على من حاولوا اقتيال الحلم السوداني في بلد ديمقراطي، حر، تقوده حكومة مدنية.

وفي السياق ذاته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، بشدة الهجوم الذي استهدف موكب رئيس الوزراء السوداني، مجدداً في بيان للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، التشديد على أن هذه الهجمات غير مقبولة، داعياً إلى مساءلة مرتكبيها. وأكد غوتيريش من جديد تضامن الأمم المتحدة ودعمها الثابت للسودان.

فيما دانت الخارجية الأمريكية بأشد العبارات محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت موكب حمدوك، مؤكدة أن الولايات المتحدة تراقب الموقف عن كثب وتقف على أهبة الاستعداد لمساعدة الحكومة السودانية قدر الإمكان. كما أعرب البيان عن دعم واشنطن بقوة للحكومة الانتقالية في السودان، وللشعب السوداني في سعيه لتحقيق السلام والديمقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *