الدولية

إيران تراوغ بـ «النووي».. وأمريكا تضغط بالعقوبات

البلاد – رضا سلامة

فيما تشدد الولايات المتحدة الأمريكية الحصار على إيران، وتضاعف سياسة الضغط القصوى عليها لتتخلى على برنامجها النووي وتلتزم بالاتفاقات الدولية، تناور طهران لتخفيف الضغط عليها من قبل المجتمع الدولي دون جدوى، فبعد اتهام وكالة الطاقة الذرية لنظام الملالي بعدم التعاون في الكشف عن أسماء مواقع قد تكون طهران تستخدمها لتخصيب (اليورانيوم)، جاء رد السفير الإيراني لدى وكالة الطاقة كاظم غريب أبادي أخيرا، غريبا، إذ زعم أن بلاده غير مُلزمة بمنح مفتشي الوكالة إمكانية دخول أوسع إلى المواقع التي يُشتبه بأنها ضمت في الماضي أنشطة نووية سرية كما تطالب الوكالة، كما عمد إلى المناورة بأن المعلومات من أجهزة الاستخبارات لم تكن دقيقة، ما يؤكد أسلوب إيران في المراغة لتمرير برنامجها النووي الذي يرفضه العالم.

وفي جانب آخر ترفض أمريكا مساعدة إيران في مواجهة فيروس كورونا المستجد مالم تنفذ عددا من المطالب السياسية من بينها وقف النشاط الصاروخي، والحد من انتشارها في المنطقة والالتزام بالاتفاق النووي، وفقا لما نقلته وكالة سبوتنيك” على لسان المحلل السياسي الإيراني محمد غروي، بعد أن بلغ تفشي كورونا في إيران مرحلة مفزعة، وبات الرعب يجتاح البلاد والضحايا يتساقطون قتلى في الشوارع، إذ لم يستثن الفيروس الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، حيث توفي 11 طبيبًا وممرضًا، في وقت أعلن النظام، أمس (الأحد) عن 194 وفاة بينها 49 حالة جديدة، و6566 مصاباً بعد تشخيص 743 إصابة جديدة، وهي أرقام تكذبها المعارضة الإيرانية التي أكدت بأدلة موثقة تجاوز عدد المتوفين 2000 في 105 مدن إيرانية، وقدرت تخطي أعداد المصابين عشرات الآلاف والمتوفين بالمئات، في حين لجأت السلطات إلى وقف جميع الرحلات الجوية للوجهات الأوروبية، وتقييد حركة التنقل ومنع الجماعة في المساجد، في إجراءات متأخرة وغير مجدية.

وشهد الشارع الإيراني حالة من الرعب بسبب فيديوهات منتشرة لحالات وفاة مواطنين مصابين بفيروس كورونا ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تساقطهم في الشوارع بعد إصابتهم بالمرض القاتل. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مروعًا لمواطن إيراني ضحية للإصابة بفيروس كورونا في مدينة انزلي بمحافظة جيلان يسقط على الأرض وينزف من الرأس، وسط ذعر المارة خوفًا من العدوى، مع عجز حكومي عن السيطرة على الأوضاع في ظل تفشي المرض حتى بعد تدخل الحرس الثوري، فيما أظهر مقطع فيديو آخر متداول مشهدًا مفزعًا لرجل كبير مصاب بالفيروس يرقد على أحد الأرصفة في مدينة زاهدان، حيث ظهر الرجل وهو يتألم ولا يقوى على القيام، وكان يسعل بشدة.

وأكدت الإدارة الطبية في مدينة رشت، أمس، أن محمد محمدي الطبيب البارز في المدينة، توفي متأثرًا بفيروس كورونا، وكان محمدي لسنوات عديدة رئيسًا لنقابة أطباء رشت، كما ترأس لعدة سنوات منظمة الطب الشرعي.
ومع وفاة محمدي بالإضافة إلى وفاة 3 أطباء آخرين في محافظتي كيلان ومازندران، السبت، يكون عدد الأطباء والممرضین الذین توفوا بسبب فيروس كورونا بلغ 11 شخصًا.

وأصبحت إيران بؤرة لتفشي المرض في الشرق الأوسط، فأغلب الحالات التي تم الإعلان عنها في المنطقة كانت لأشخاص زاروها أو خالطوا من زاروها، وأغلقت عدة دول في المنطقة حدودها مع إيران وأوقفت الرحلات الجوية، بينما تفيد تقارير مختلفة من مدن إيرانية عديدة بانعدام أبسط مستلزمات الوقاية بما في ذلك الكمامات والقفازات والمطهرات.

ما يؤكد ذلك، اعتراف عضو لجنة مكافحة الأمراض المعدية في وزارة الصحة للنظام الإيراني، مينو محرز، أن 40 % من المواطنين الإيرانيين يصابون بكورونا ولكنهم يتعافون، مضيفة أن البلاد تشهد حالات إصابة يوميًا بشكل متزايد.
وتعني اعترافات هذه المسؤولة في وزارة الصحة للنظام الإيراني أن مالايقل عن 33 مليون إيراني من أصل 83 مليون من سكان البلاد سيصابون بهذا الفيروس كما تعني أن النظام الإيراني لا يعتزم اتخاذ إجراءات وقائية لمنع تفشي العدوى.

إلى ذلك، زار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني العراق، أمس، لبحث أوضاع الأذرع الإيرانية بعد غياب قاسم سليماني، وتأثير انتشار مرض كورونا، لاسيما على مستوى التواصل بين الدولتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *