جدة – البلاد
ضمن الرؤية الحضارية التي تستهدفها المملكة للتنمية البيئية المستدامة في مشاريعها العملاقة، أطلقت شركة البحر الأحمر للتطوير، برنامجًا لتعقب السلاحف وذلك منذ سبتمبر الماضي؛ حيث تم وسم وتعقب 20 سلحفاة خضراء ، من جانب الفريق البيئي في الشركة، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”.
وتهدف المبادرة إلى فهم البيئة الطبيعية للوجهة والكائنات البحرية التي تعيش فيها بشكل أفضل ومساندة توجه شركة البحر الأحمر للتطوير، لدعم سن المعايير الجديدة للتنمية المستدامة والتزامها بتعزيز البيئة الفطرية في الوجهة في شكلها الحالي والمستقبلي.
وقالت الشركة: إن الاستنتاجات التي ستوفرها المرحلة الأولى من هذه المبادرة لا تقدر بثمن، وستشكل حجر الأساس لجهود الشركة للتنمية المستدامة للوجهة، كما ستساعد في وضع خطط التطوير المستقبلية للمشروع.
الجزر الحاضنة
وبحسب خطة الشركة في هذا الجانب، سيتم توسعة المبادرة لتشمل عشر سلاحف أخرى من نوع منقار الصقر فور تواجدها في الوجهة ، كما سيتم استعمال بيانات التعقب في تحديد الموائل البحرية الرئيسة ذات القيمة البيئية العالية لتخطيط وتحديد أماكن الحماية البيئية التي ستحددها الشركة لاحقًا، وسيتم تطوير 22 جزيرة من أصل 90 جزيرة، واقترح تحديد تسع جزر منها كمناطق حماية خاصة، وبالتالي سيتم ضمان عدم المساس بـ 75% من مساحة الوجهة دون تطوير.
ويستند المخطط الرئيس لمشروع البحر الأحمر إلى برنامج محاكاة شاملة للتطوير المكاني البحري أجرته الشركة، ويتوقع ازدهار النظام البيئي في الوجهة بنسبة 30% خلال العقدين المقبلين.
وبعد الانتهاء من برنامج المسح البحري الذي دشنته الشركة جرى استنتاج أن “جزيرة الوقادي” في المشروع هي من أفضل مواقع تعشيش لسلاحف صقرية المنقار النادرة؛ لذا تم تغيير المخطط والإبقاء على الجزيرة للسلاحف كـ”منطقة حفظ بيئي يمنع تطويرها أو إتاحتها للزيارة من قبل السياح.
السلاحف الصقرية والخضراء
وتعتبر السلاحف الصقرية المنقار، والسلاحف الخضراء التي تستوطن في وجهة مشروع البحر الأحمر، من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض ، وهذه السلاحف ، حصلت على اسمها من أفواهها الفريدة التي تشبه المنقار، ومن بين المزايا الفريدة التي تتمتع بها زوج من المخالب الصغيرة على كل زعنفة، ويبلغ طولها 65-90 سم، ويصل وزنها ما بين 45 إلى 70 كجم.
وتعد المياه الاستوائية، خصوصًا حول الشعاب المرجانية هي البيئة الحاضنة لها، وتنتشر في جميع أنحاء المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والهند، بما في ذلك البحر الأحمر.
ومن النظام الغذائي أسفنج البحر في المقام الأول، وتتغذى في الغالب على عشب البحر والطحالب البحرية.
وبالنسبة للسلاحف البحرية الخضراء فهي أيضا من الأنواع المهددة بالانقراض ، وعرفت بهذا الاسم من لون دهونها، والتي تأتي من غذائها من الأعشاب البحرية والطحالب ، وتعد واحدة من أكبر السلاحف البحرية، مع جسم مسطح وعنق قصير.
يوجد بالصدفة خمس صفائح مركزية وأربعة أزواج من الألواح الجانبية.
ومخلب على كل زعنفة ، وبيئتها الحاضنة المياه الضحلة والبحيرات الداخلية ، أما التهديدات فتكمن في شباك الصيد، والحطام البحري، والتلوث الكيميائي والضوضاء، وتدهور البيئة البجرية، وتخريب مواقع التعشيش.