بدأت اليوم بمقر جامعة الدول العربية أعمال الاجتماع السابع والعشرين لفريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الإرهاب برئاسة العقيد محمد الدعجة رئيس الفريق، ومشاركة ممثلي الوزارات المعنية بمكافحة الإرهاب في الدول العربية.
وأكد العقيد الدعجة، في كلمته الافتتاحية للاجتماع أن الإرهاب يمثل واحدًا من أهم مهددات الأمن في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن العالم المعاصر شهد تحولات كثيرة وتغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية متسارعة ألقت بظلالها على النواحي الأمنية، حيث تنوعت مصادر الأخطار الأمنية التي تستهدف تقويض الأمن وزعزعة استقرار المجتمعات.
وقال إنه على الرغم من الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، إلا أن الإرهاب لايزال يمثل مشكلة من أخطر المشاكل وتحديًا من أهم التحديات التي تواجه المجتمع الدولي المعاصر، نظرًا لما يتسم به من التعقيد والخطورة، وتشابك أحواله وظروفه، وتعدد وسائل وأساليب ارتكابه.
وشدد “الدعجة” على ضرورة اتخاذ وقفة حازمه من الجميع لمكافحة ظاهرة الإرهاب، وتسخير الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة وتوظيف الإمكانات التشريعية والقضائية والأمنية والسياسية والاقتصادية والتربوية والإعلامية لمكافحة هذه الظاهرة، التي أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا يهدد الوضع الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار السياسي للعديد من الدول، وتؤدي لإرباك الدولة ومنشآتها وضرب القيم التي تتبناها.
وأوضح أن تحقيق الأمن المشترك وضمان المستقبل الآمن للبلاد والشعوب يتطلب التعاون والتنسيق، والعمل العربي الجماعي، وصولاً إلى إستراتيجية عربية شاملة تعالج خطر تمدد الإرهاب والعنف الطائفي والسياسي الذي تشهده المنطقة العربية والذي يسعى لتشويه صورة ديننا الحنيف ورسالته السمحة من قبل خوارج هذا العصر.
وأشار “الدعجة” إلى أن خوض الحرب على الإرهاب على الجبهة العسكرية وحدها، ليس كافيًا لدحر الإرهاب ودرء شروره، مؤكدًا أن هذه الآفة التي باتت تستشري في المنطقة والعالم، تستدعي هزيمتها حرب شاملة على جميع الجبهات ومن كل النواحي.
كما شدد على ضرورة أن يكون لدى كل دولة إستراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف تعالج هذه الظاهرة من جميع الجوانب الأمنية والسياسية والقانونية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، وأن تتشارك كل مؤسسات الدولة الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني في وضع وتنفيذ هذه الإستراتيجية كل حسب اختصاصه بحيث تحقق هذه الإستراتيجية الوقاية والحماية والتتبع والاستعداد والرد الوقتي على أية جريمة إرهابية.
كما أكد “الدعجة” أهمية أن يكون هناك توافق سياسي عالمي وعربي حول كيفية التعامل مع الإرهاب والعناصر الإرهابية، وعلاقة ذلك بالمصالح الجيوستراتيجية الوطنية والإقليمية بحيث يكون التصدي للإرهاب بكل قوة بالعمل تحت راية وأجندة واحدة في الميادين كافة.
ويناقش الاجتماع على مدى يومين عددًا من الموضوعات المتعلقة بأنشطة جامعة الدول العربية في مجال مكافحة الإرهاب منها التنظيمات الإرهابية، وظاهرة المقاتلين الإرهابيين، والإرهاب الإلكتروني، والتحديات المتعلقة بالقنوات الجديدة لتمويل التنظيمات الإرهابية، ومواصلة تعزيز التعاون مع منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها ولجانها المعنية بمكافحة الإرهاب والمنظمات الدولية والإقليمية.