البلاد – وكالات
لم يجد المرشد الإيراني علي خامنئي، بداً من استجداء الشعب الإيراني للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، لتفادي فشلها، في ظل إعلان 75 % من سكان العاصمة طهران مقاطعتهم للانتخابات المزمع إجراؤها في21 فبراير الحالي، وفقاً لاستطلاع الرأي الذي أجرته إحدى الجامعات الإيرانية.
ويريد خامنئي العزف على وتر العواطف، عندما حث الناخبين عبر “تويتر” أمس (الثلاثاء)، للإقبال على التصويت “درءاً للأعداء”، في حين يرى الشعب الإيراني أن عدوه هو خامنئي وزمرته السياسية الحاكمة.
يأتي حديث خامنئي بعد أن رفض مجلس صيانة الدستور، المسؤول عن مراجعة طلبات الراغبين في الترشح، تأهل 6850 من المعتدلين والمحافظين للترشح مما صب في صالح المتشددين. كما لم يسمح لنحو ثلث النواب الحاليين بالترشح مجدداً.
واحتجاجًا على اعتقال زملائهم وانتهاك استقلال الجامعة وإجراء انتخابات برلمانیة “صوریة”، تزامنًا مع أربعینیة ضحایا ركاب الطائرة الأوكرانية، تجمع الطلاب في جامعات إيرانية أمس، وفقًا لصور ومقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، مرددين في جامعة بو علي، في همدان، شعار “استقلال.. حرية الجامعة الإيرانية”.
وفي جامعة طباطبائي في طهران، ردد الطلاب أيضًا هتافات مثل: “الناس غارقون في الفقر، وهم يفكرون في التصويت”، و”يجب إطلاق سراح بهاره هدایت”،و”یجب إطلاق سراح السجناء السياسيين”، و”كاكم ظالمون ومخادعون، والعار على هذا الاستبداد”، كما دعا الطلاب إلی الاستفتاء على نظام الملالي تحت شعار “الاستفتاء، الاستفتاء، هذا هو شعار الشعب”.
كما وصف الطلاب في جامعة العلامة طباطبائي، في بيانهم، إسقاط طائرة الركاب والأكاذيب التي تلته، بأنه “جزء من سجل النظام الذي استمر لمدة 41 عامًا”، فيما كتب الطلاب عن إجراء الانتخابات البرلمانية: “لا یزال النظام یجري انتخابات صوریة متتالية، من خلال التظاهر بشعارات زائفة، بالطبع من الأفضل حذف مفردة الانتخابات واستبدالها بمفردة التعیینات”.
ووفقًا لمقاطع الفيديو التي نشرتها جامعة بلي تكنيك طهران، فقد اشتبك طلاب الباسيج مع الطلاب المحتجين أمام كلیة الهندسة، وفي فيديو آخر، قام طلاب من الباسيج بمنع الطلاب من إحياء ذكرى ضحايا إسقاط الطائرة الأوكرانية، بحجة عدم الحصول علی ترخیص.
وفي سياق تطورات إسقاط الحرس الثوري الإيراني لطائرة الركاب الأوكرانية بصاروخين أوائل الشهر الماضي في طهران، قال وزير الخارجية الأوكراني، فاديم بريستايكو، للصحافيين، بعد حفل إزاحة الستار عن النصب التذكاري لضحایا الرحلة رقم 752: “نريد أن نكشف عن كل تفاصيل إطلاق الصاروخ علی الرحلة 752 ولن نسمح لإيران بإلقاء اللوم على جندي في هذه المأساة”. وأضاف أنه يجري النظر في خيارات مختلفة لتفريغ بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة، اللذين ترفض إيران حتى الآن تسلیمهما.