دراسات عديدة حول العالم تشير الى ان هناك طفرة وتحولا في مفهوم التعليم ومناهجه ومراحله المختلفة وماهية الاهداف المتوخاة من كل مرحلة تعليمية.
وهناك سؤال يطرح نفسه بقوة وهو: هل العملية التعليمية تتحقق اهدافها اذا ما اجاد الطلاب وتفوقوا في الاختبارات؟، ام اجادتهم في ايجاد حياة سعيدة مثمرة مفعمة بالانتاج والتقدم والتطور والتفاعل مع الحياة؟.
اثناء دراستي لم اتعلم كيف اضع ميزانية تقديرية لمنزلي وكيف ادير العلاقات الاسرية وتربية ابنائي، وكيف انتقي مشترواتي وافاوض على سعرها، وكيف اوفر واستثمر مدخراتي، الخ.
هذه الفجوة في التعليم تجعلني انادي واطالب بتعليم من اجل الحياة.
هذا كان وضع التعليم عندما كنت تلميذا في مقتبل عمري، اما اليوم فالعملية التعليمية تتطلب طفرة وتحولا واعادة صياغة جديدة تتناسب ومتطلبات القرن 21، حيث غزت التكنولوجيا والحياة الرقمية كل مناحي حياة البشر.
هذا التحول في التعليم يحتاج الى ان نتشارك جميعا في وضع الافكار والتصورات لابعاد العملية التعليمية المستقبلية، بالمشاركة التفاعلية بين كافة اطياف المجتمع، بصرف النظر عن تخصصاتهم واهتماماتهم وادوارهم في الحياة لانهم خير من يساهم في تحديد وتقرير احتياجات ومتطلبات العملية التعليمية، ومن بعدها يأتي دور المختصين في تصميم المناهج والبرامج والطرق والوسائط لتغذية العقول واجادة المهارات والسلوكيات المطلوبة لوظائف المستقبل، بل يجب ان تقضي العملية التعليمية علي أميات العصر الحديث، مثل الامية المعرفية الخاصة بالعلوم او ما يسمي ب ـ STEM ـ وهي التكنولوجيا، والهندسة والرياضيات والعلوم التطبيقية بعيدا عن النظريات وتاريخها.
وهناك ايضا الامية الرقمية، ونقصد بها المناهج الخاصة بمهارات ومتطلبات التكنولوجيا واستعمالاتها، والاتصالات، والتعامل مع علوم الفضاء وحقائق الحياة المعززة بالواقع الافتراضي.
اما الجانب الاخر فهو التعامل مع الأمية الفنية والوجدانية، وذلك بادخال مناهج الفنون والموسيقي والمسرح والسينما، الخ. بجرعات مركزة من خلال مناهج العملية التعليمية، مع التركيز علي مهارات تطوير الذكاء العاطفي والذي يتعامل مع النفس البشرية العميقة من خلال التفاعل الجمعي الايجابي للمجتمعات.
واخيرا، اي نظام تعليمي لا يعد الطفل لمواجهة الحياة ولا يعد الطالب لدخول قطاع الوظيفة والاعمال، ولا يتعامل ما هو قادم من معارف وعلوم المستقبل، هذا يعني انه نظام تعليمي قاصر وفيه مضيعة للوقت والمال والجهد.