البلاد – رضا سلامة، عمر رأفت، هاشم آل هاشم
صفع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مجدداً، النظام الإيراني، عندما أعلن رفضه التفاوض مع الملالي شريطة رفع العقوبات عنها، رداً على اقتراح قدمه أخيراً وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ما يعني فشل محاولات النظام الإيراني للفكاك من عقوبات الضغط الأقصى الأمريكية، بل تتجه أوروبا لإعادة فرض عقوبات على النظام، نتيجة انتهاكاته المستمرة للاتفاق النووي، بعدما أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن اللجنة المشتركة التابعة للاتفاق النووي مع إيران ستعقد اجتماعًا في فبراير القادم، لمناقشة تفعيل آلية فض النزاعات “الزناد”.
وقال ترمب في تغريدة على “تويتر” أمس (الأحد): “وزير الخارجية الإيراني يقول إن بلاده تريد التفاوض مع الولايات المتحدة، ولكنها تريد رفع العقوبات.. لا شكراً”، معيداً التغريد باللغة الفارسية.
ويشهد الداخل الإيراني صراعات واتهامات بتزوير الانتخابات البرلمانية المقرر تنظيمها في 21 فبراير القادم، في ضوء استبعاد المرشحين أصحاب التوجهات المستقلة والإصلاحية، فيما وصل الإقصاء إلى 90 من أعضاء البرلمان الحالي.
وسيكون هناك فصيلان سياسيان يتنافسان في الانتخابات، الأول موال للمرشد علي خامنئي، والآخر يدعمه الرئيس روحاني، ما يشير إلى أنه سيكون هناك انخفاض كبير في إقبال الناخبين على الاقتراع، وبالتالي سيلجأ النظام إلى تزوير الانتخابات وتلفيق الأصوات كما درجت العادة، بينما تم فحص أهلية المرشحين على أساس موالاتهم للملالي من عدمه.
وقال المحلل والكاتب السياسي تامر أبو جامع، إن الدول الأوروبية الآن على قناعة بأن الاتفاق النووي أصبح من الماضي، وستعمل لندن وبرلين وباريس مع واشنطن على إعادة العقوبات الدولية على إيران في الفترة القادمة.
فيما أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدني الاسترالية هاني عادل، أن السياسة الأوربية نحو إيران بدأت تأخذ موقفًا مغايرًا، فألمانيا بدأت في اتخاذ مواقف أكثر حسماً وصرامة إزاء الملالي، بعدم استقبال أعضاء بالنظام في ألمانيا، بينما تتهم فرنسا إيران بالتورط في استهداف أرامكو، والإعداد لعمليات إرهابية بعد مقتل سليماني، والسعي لخلق الأزمات بالشرق الأوسط.
وأشار الباحث في الشأن الإيراني والدولي مساعد العنزي، إلى أن الوضع الداخلي في إيران ملتهب، في ظل التظاهرات الرافضة لسياسات النظام، مؤكدًا أن الانتخابات البرلمانية لن تجدي نفعاً مع الشعب الإيراني الذي ضاق ذرعًا بمسؤوليه، وبات يدرك أن إسقاط النظام هو الحل الوحيد لإصلاح أحوال البلاد.
وفي العراق، واصلت مليشيات النظام الإيراني استهدافها المتظاهرين بالرصاص الحي، خلال التظاهرات الحاشدة في عموم المدن العراقية أمس (الأحد)، ما أدى إلى مقتل متظاهر وإصابة 21 محتجاً، في الناصرية وبغداد، بينما قالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، إن 12 قتيلاً سقطوا وأصيب 230 شخصاً في صفوف المتظاهرين خلال يومين.
وتداول ناشطون فيديو لمحاولة اغتيال علاء الركابي أحد قادة التظاهرات في الناصرية، بعدما دعا إلى مسيرات على الأقدام من البصرة مرورًا بالمحافظات الجنوبية وصولًا إلى العاصمة بغداد والمنطقة الخضراء، يوم الجمعة القادم، للضغط على الحكومة والطبقة السياسية من أجل تنفيذ المطالب التي خرج من أجلها المتظاهرون، وبحسب الركابي، هناك لقاء بين رئيس الجمهورية برهم صالح ووفد من المحتجين والمتظاهرين، غدًا الثلاثاء.
وأكد المحلل السياسي العراقي كروان أنور لـ”البلاد”، أن ممارسة القوات الأمنية العراقية للعنف المتزايد تجاه المتظاهرين لن ينتج عنه سوي مزيد من الاحتجاجات ووقوع البلاد في دائرة الفوضى، وهو ما ترغبه إيران ومليشياتها الإرهابية، حيث يؤدي استمرار شغور منصب رئيس الوزراء لتزايد نفوذها في السيطرة على البلاد.