مع زخات المطر مساء الاثنين الماضي، استقبلت محافظة جدة المتفائلة دائما بالمطر، رؤساء ونواب وأعضاء المجالس البلدية بمناطق المملكة، وسط ابتهاج هذه الكوكبة بتلك الأجواء الرائعة، كعادة أهل جدة ووجهائها ومسؤوليها، مرحبين بضيوفهم بالحفاوة اللازمة، فهذه المدينة الحالمة بجمال الإبداع، والطبيعة البحرية الأكثر روعة، من المؤكد أن هذه النخب من المجالس البلدية،
تتحدث بصفتها الرسمية عن الآمال التي ينتظرها المواطنون، في كل منطقة ومحافظة على أرض المملكة، لتصافح المشاريع التي حرصت الدولة على إقامتها لتقديم المزيد من الخدمات، وهو ما يتفق تماما مع رؤية المملكة 2030، فهذه المجالس وجدت لتكون الصلة المباشرة بين المواطنين والدولة.
وقيادتنا السعودية صاحبت اليد الطولى، في معرفة مدى حاجة المواطن، وأهم الأولويات التي تحتاج للبت فيها بالسرعة المطلوبة، وتقديم الاستشارات لأمانات المدن وبلدياتها الفرعية، في منظومة تواكب النهضة العمرانية والحضارية، التي تشهدها مدن وقرى المملكة، في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، في تسابق طموح لخطط التنمية لتي حظيت بها بلادنا في هذا العهد الزاهر، أقول هذا ولسان حال المواطنين الذين يدركون تماما، توجه الدولة وسعيها الحثيث لرفاهية المواطنين، بجميع المجالات الخدمية التي تلامس الواقع، والدولة مع سعيها فهي تضع ثقتها كاملة في رؤساء ونواب وأعضاء هذه المجالس، بما أسند إليهم من الأمانة والمصداقية والتعامل بشفافية.
إلاّ أن الملاحظ وما ينبغي علينا تأمله، تباطؤ بعض هذه المجالس، وحجب الأجندة التي يعملون عليها، عن المعنيين بمعرفة الجديد والممكن والمأمول، والمشاريع التي تم تأجيلها لأسباب قد تكون منطقية، وقد تكون العكس وهي مسؤولية الجهات الحكومية الرقابية، التي تتطلب التدخل المباشر بأساليب أكثر صرامة، وتطبيق نص العقد بين الشركات المنفذة والوزارات التابعة لها هذه المشاريع، ولأصحاب السمو أمراء ونواب المناطق ومحافظي المحافظات، الدور الأسمى فلدينا من التجارب والمواقف الجادة، ما يجعل المواطن فخورا بهذه القيادات الأمنية، التي قطعت عهدا على نفسها أمام ولي الأمر، بالمبادرة بكل ما يخدم المواطن.
وفي ظل هذه المعطيات ما الذي يمنع رؤساء المجالس البلدية؟ من التصريح والتحدث للمواطنين عن المشاريع المتعثرة، والكيفية المُثلى لتلافي الأسباب، وعن الجديد من المشاريع الحضارية التي في طريقها لترى النور على أرض الخير والعطاء، ونحن أكثر ثقة بتميز وكفاءة الكثير، من رؤساء ونواب وأعضاء المجالس البلدية الحالية، وعذرا إن كان البعض بحاجة لتغيير نمط آلية العمل والتحرر من البيروقراطية، بما يبني جسورا من التواصل ويذلل الصعاب، بدلا من الانشغال بأعمال مكتبية روتينية، لا تحقق الأهداف المنشودة والمأمولة، وللحقيقة والفخر والأمانة فإن عددا من رؤساء ونواب وأعضاء المجالس البلدية في مناطق المملكة، يعملون على مدار الساعة ويتميزون بقربهم من أفراد المجتمع وأصحاب الحاجات ونقلها لولاة الأمر.