الترقيع يفاقم الأزمات وحلوله آنية غير مستدامة ومسلسل الترميم فيه يزيد الطين بِلّة ولا يفيد ..فعندما تأتي على ترميم أحجار الرصيف المكسرة في بعض أجزائها ، ثم تترك جلّ الرصيف الذي بني على عجل من دون أن تأتي على إعادة بنائه ودعم أساساته ،فإن عملك يظل ترقيعا في ترقيع، والشق أكبر من الرقعة وسيبقى الرصيف مضروباً ومعرضاً للخراب ثانية في قادم الأيام وعلى مر السنين.
يقول الحديث الشريف : “إن الله يحب إن عمل أحدكم عملاً أن يتقنه “. الإتقان في العمل هو مطلب اقتصادي وتخطيط استراتيجي ناجح ، وحتى لا يقع المكروه ونحرم من فلذات أكبادنا في حريق هنا وهناك ، وانهيار لمبنى في منطقة ما ونفجع بعدها بسقوط ضحايا وموت أبرياء ، ولكي لا نبكي وننوح حيث لا ينفع الندم ولا أمل بعودة المفقود ، ندعوكم أيها المطورون والمقاولون أن تكون أعمالكم متميزة وأخلاقكم حاضرة في البناء والعمران ، وأن توظفوا العمالة الجيدة لتلك المهام وتشتروا أفضل مواد الاسمنت والخرسانة وأقوى الأسلاك الكهربائية وأجود مواد العزل والتهوية والتكييف وأغلى مواسير الصرف الصحي وأصلب أنواع الخشب المقاوم للماء والحرارة ،وأحسن أنواع الحديد والالمنيوم في إكساء النوافذ والأبواب.
إن مراعاة العوامل المناخية والتقيد بمواصفات ومعايير الجودة في عملية التصميم وتجميل المباني بالزخارف والمنحوتات الفنية وإحاطتها بالبقعة الخضراء من أشجار وورود ، هو مطلب كل انسان يتوق للسكن النموذجي والبناء المستدام .نريد أن نتخلص من هم الترقيع وعذاب الترميم بعد كل حين ، نريد أن نبني مساكن حضارية لا علب كرتون تهوى مع أول ريح ، نريد أن نرتقي بهندسة الطرقات التي تضمن سلامة المشاة والسائقين ، نريد حدائق ومرافق عامة مصانة بقوانين رادعة تحد من التعديات ومن تشوهات بقايا المرتادين .
نريد أن نحيي عصور النهضة العمرانية ونشيد صروحاً تعيش لمئات السنين ندخل بها التاريخ ويتعطش لزيارتها السياح وتتسابق عليها اليونيسكو لتسجلها كتحف وآثار .
فتحية إجلال وإكبار لكل من أتقن عمله وأحسن صنعاً ، ولم يستنزف طاقتنا ويهدر وقتنا .