جدة – علي معيض
انشغل الشارع الرباضي بالخلافات الحادة بين إدارة النادي الأهلي برئاسة أحمد الصائغ والمشرف العام على كرة القدم الأمير منصور بن مشعل، التي وصل مداها لحد طلب نزع الثقة من الإدارة عبر جمعية عمومية غير عادية، وهو ما حدث بالفعل، والكرة الآن في ملعب هيئة الرياضة التي يتوقع أن تصدر قرارها خلال أيام إن لم يكن ساعات.
“(البلاد) ” كعادتها لم تنجرف خلف الأهواء ولم تنحز لطرف دون آخر، بل ظلت تراقب وتبحث وتتحرى المصداقية لتقدم للقارئ الكريم المعلومة الصحيحة لأننا نثق في مصادرنا التي قدمتها لنا، حول أسباب الخلاف بين الطرفين من الألف إلى الياء.
” خسارة الهلال لن تكون الأخيرة ”
هكذا تقول المعطيات داخل الأهلي بعدما انشغل محبوه بمصالحهم وتركوه يصارع المنافسين بأجنحة مقصوصة، فالإدارة مشغولة بإثبات أنها ليست صورية، حتى لوكان ذلك على حساب الاهتمام بالفريق، والمشرف فضل الابتعاد في الوقت الذي كان الفريق يحتاجه أكثر من أي وقت مضى، في ظل احتدام المنافسة وحاجة اللاعبين لإداري بقيمته الاجتماعية والمالية لتحفيزهم والشد من أزرهم، ولهذا ظهر الفريق حملا وديعا في مباراتين، كان من الممكن أن يحصد منهما على الأقل أربع نقاط، فوز على الشباب وتعادل مع الهلال، كانت ستضعه في الوصافة وبفارق نقطتين عن المتصدر النصر، فجروس يكرر أخطاءه دون أن يجد من يقول له قف، واللاعبون كلٌ يلعب لنفسه، دون أن يجدوا من يقول لهم: كرة القدم لعبة جماعية، والفوز للفريق وليس للأفراد.
المدير التنفيذي أحمد بامعوضة والقائم بكل الأعمال داخل فريق القدم، في ظل انشغال الرئيس والمشرف بالانتصار الشخصي، لم يستطع أن يؤدي دوره كما يجب في ظل نقص خبرته وتشعب المهام وتنوعها؛ ما بين قانونية وإدارية ونفسية ومناقشة المدرب، ولهذا لم يستطع الوفاء بذلك فبدأ الفريق في التراجع وبات علكة في أفواه الشامتين، بعد أن كان فرس رهان في كل بطولة يشارك بها، وكان أنصاره يمنون النفس برؤية فريق يأكل الأخضر واليابس، كما وعدوا، لا إلى فريق يتعادل مع العدالة ويخسر من الوحدة والحزم والشباب ولهذا بات الأهلي مكلوما بعد أن جرح أهله كبرياءه، هكذا يردد الغيورون المتيمون بحبه على ما آلت إليه العلاقة بين المشرف العام على فريق القدم بالنادي الأمير منصور بن مشعل ورئيس النادي المهندس أحمد الصائغ، بعد أن كان الأهلي مضربا للمثل في الاستقرار الإداري والبيئة الجاذبة، والتي لاشك لا تخلو من الاختلافات، وأحيانا الخلافات لكن تحل داخل الكيان دون أن تفوح رائحتها للخارج على عكس ما حدث مؤخرا؛ حيث أصبحت أكثر الأمور سرية يعرفها القاصي والداني من خلال تسريب كل طرف، في محاولة للانتصار لذاته، وتغليب مصلحته على مصلحته الكيان الذي من الواجب أن يكون أمينا عليه وعلى أسراره ومقدراته.
اتفاق ومعاهدة
كانت البداية بين طرفي الخلاف الأمير منصور بن مشعل، والمهندس أحمد الصائغ مثالية من خلال اختيار الأمير للصائغ كرئيس للنادي، وتكفله بالوقوف خلفه ودعمه، وكان الاتفاق بين الطرفين اتفاقا مشروطا؛ حيث طلب الأمير منصور لدعم الصائغ للجلوس على كرسي الرئاسة، أن يكون سموه على اطلاع على كل صغيرة وكبيرة بالنادي، وأن لا تتخذ الإدارة قرارات هامة دون الرجوع له على أن يتكفل الأمير منصور بدعمه وعدم تحميل إدارته أي أعباء مالية أمام الهيئة؛ لاسيما أن الرئيس موقع على قرار لدى الهيئة بالمسؤولية المالية خلال فترة رئاسته، وهو ما وافق عليه الأمير ووعده بذلك، ليتقدم الصائغ بملفه ويترشح لأربع سنوات قادمة، ويبدأ في تشكيل إدارته دون تدخل من الأمير.
نقص الخبرة
يرى الكثيرون أن الأمير منصور خذلته خبرته، وربما طيبته، عندما ترك للصائغ تشكيل إدارته دون تدخل منه، في ظل التزام سموه بدعمه حيث كان يتوجب على الأمير أن يشارك في اختيار الأعضاء، لكنه لم يفعل، ولهذا بات الصائغ وإدارته المشكلة يفعلون ما يريدون دون اكتراث، بما دار في جلسة الاتفاق والمعاهدة؛ حتى لا يقال عنه: إنه رئيس صوري، لكنها لم تظهر على السطح .
برانكو.. الشرارة الأولى
كانت الخسارة من الوحدة بهدفين لهدف، والاتفاق على إلغاء عقد برانكو هو الشرارة الأولى لظهور الخلافات على السطح؛ حيث اتفق الرئيس والمشرف من منصة ملعب الجوهرة بعد نهاية اللقاء مباشرة على إلغاء عقد برانكو، وأنه ليس المدرب المناسب للمرحلة المقبلة، وأن استمراره قد يضر بالفريق ولابد من البحث عن بديل، وعلى هذا افترقا؛ ليطلب الأمير منصور من المدرب الوطني صالح المحمدي ومساعده محمد مسعد تولي المهمة لحين البحث عن بديل وفق ماتم الاتفاق عليه.
المحمدي ومسعد يحضران
وفق ما تم، حضر المحمدي ومسعد، ومن بعدهما الأمير، ليتفاجأ بوجود برانكو في المران، مما وضعهما في حرج كبير، ليتصل الأمير بالصائغ أكثر من مرة، دون أن يجد إجابة، وظل ينتظره بالنادي، لكنه لم يحضر مما أغضب الأمير ليخرج بتصريح لإحدى القنوات، الذي هاجم فيه الصائغ واتهمه بالعديد من الاتهامات؛ كالسهر مع اللاعبين وإخلاله بوعوده الملتزم بها، ومنها عقود الرعاية، التي وعد بإحضارها، وغيرها الكثير ليرد عليه الصائغ، لكنه ظهر هادئا واعترف أن الأمير دفع ما يقارب 20 مليونا، نافيا كل الاتهامات التي ساقها الأمير، لكن سموه تفاجأ من رده وتوقع أنه سيعتذر عن نقضه للاتفاق، لكنه لم يفعل، ومع هذا ورغم الخلاف وتبادلهما التصريحات، لم ينقطع كل الود، بل حضرا في اليوم الثاني، وطلب الأمير من الصائغ إبلاغ برانكو بقرار الإقالة، لكنه اشترط التزام الأمير بما سيترتب على ذلك من التزامات مالية، فوافق الأمير؛ شريطة أن تتم الإقالة ومن ثم مفاوضة المدرب في الشرط الجزائي مع التزامه بدفعه، وتم ذلك بالفعل والتزم الأمير بدفع شرط برانكو الجزائي.
التعاقد مع جروس
التعاقد مع جروس، كان القاصمة التي قصمت ظهر البعير بين الطرفين؛ حيث كان المشرف في البداية متحفظا على إعادة جروس؛ بحجة أنه قد يكون محترقا؛ حيث قدم كل ما عنده، أو أنه ليس مدرب المرحلة، لكنه نزولا على رغبة الإدارة والجمهور، وافق على مضض، ليذهب المدير التنفيذي أحمد بامعوضة لدبي لمفاوضة جروس، لكن الأمور تعقدت، بعدما ظل جروس يماطل ويطالب بزيادات ومميزات في العقد، جعلت الطرفين لا يتفقان ليعود الصائغ، ويبلغ الأمير منصور والإدارة بتعثر المفاوضات ليطلب الأمير من الإدارة إعلان ذلك عبر المركز الإعلامي؛ لتوضيح ذلك للجماهير، ولتبرئة ساحتهم بأنهم حاولوا ولكن المدرب يماطل، لكن الرئيس رفض ذلك، وغادر إلى سويسرا والتقى بالمدرب ووقع معه دون علم الأمير، الذي كان قد فتح خط مفاوضات مع عدد من المدربين؛ ليتفاجأ سموه بالتوقيع مع جروس ويعرف ذلك من خلال موقع النادي كبقية المشجعين، مما زاد من حدة الخلاف وإحساسه أن ذلك تهميش له وعدم احترام له كمشرف على الفريق ومسؤول عنه.
تصريح مرفوض
قبل مباراة الاتحاد الدورية في الجولة التاسعة بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان، أطلق الأمير منصور بن مشعل؛ بصفته مشرفا على الفريق تصريحا، يطالب فيه الجماهير بدعم الفريق، واللاعبين ببذل الجهد وإسعاد جماهيرهم، كما يفعل الكثير من الإداريين؛ بحيث يكون ذلك عبر المركز الإعلامي بالنادي، لكن سموه تفاجأ بعدم نزول التصريح، وعندما سأل عن أسباب ذلك، عُلل بأنه بطلب من الرئيس، ما جعل الفجوة تتسع والأمور تزداد تعقيدا، لاسيما أن قبله كان هناك فيديو مصور للأمير يطالب فيه اللاعبين بالجد والاجتهاد، ويؤكد لهم أن فريقهم فريق بطل، وأن عليهم العمل على ذلك لكنه كان كسابقه لم ير النور.
دعم الهيئة
تواصل الخلاف بين الطرفين، بعد الدعم الذي قدمته الهيئة للنادي والبالغ 40 مليونا، أسوة بكل الأندية حيث كان رئيس النادي أن يخصص الدعم لألعاب النادي المختلفة دون كرة القدم بحجة أن الأمير منصور متكفل بالفريق، لكن سموه رفض ذلك ومطالبا بتخصص دعم للقدم كبقية الألعاب على أن يقوم هو بدعم إضافي لكنهما لم يصلا لنقطة التقاء.
عقد بصاص
امتدادًا لعدم التوافق بين الطرفين، وعندما تم مناقشة عقد مصطفى بصاص؛ حيث كان الاتفاق أن يمنح اللاعب فرصة، بناء على مقترح قدمه الأمير نواف بن عبدالعزيز بن تركي العضو الذهبي، للأمير منصور المشرف على الفريق على أن يوقع معه برواتب شهرية، في حال استطاع إثبات جدارته بالبقاء بصفوف الفريق، لكنهم تفاجأوا بالتوقيع معه لمدة ثلاث سنوات، وبالحد الأعلى وهو مليونان وأربع مئة ألف، ما يعني أنه سيكلف النادي مبلغ 7ملايين ومئتي ألف، وهو لم يلعب سوى دقائق معدودة أمام الوحدة مع المدرب السابق برانكو .
هذا سرد بسيط لما وصلنا من معلومات ومعطيات حول الخلاف بين الطرفين.