فرسان ـ البلاد
إذا كنت تبحث عن وجهة سياحية عنوانها الهدوء والسكينة، والمغامرة والاستكشاف على حدّ سواء، فإن جزيرة فرسان هي الخيار الأنسب. في القسم الجنوبي الشّرقي للبحر الأحمر، وعلى بعد حوالي 42 كيلومتراً عن ساحل مدينة جازان تقع مجموعة من الجزر (أكثر من 84 جزيرة)، بعضها مأهول والآخر خال من السكان.
وتُعدّ جزيرة فرسان الكبرى أكبر جزر هذا الأرخبيل، وتضمّ مقرّ محافظة فرسان والإدارات الحكومية الأخرى، إضافة إلى عدد من الفنادق والشقق المفروشة والأسواق والمحلات التجارية، وميناء فرسان الذي يعد نقطة الوصول الأولى لجميع الجزر، علماً أن الانتقال من ميناء جازان إلى فرسان يتمّ عن طريق العبارة أو التاكسي البحري أو قارب خاص.
وتتميّز جزيرة فرسان التي يُرجّح عمرها بثلاثة ملايين عام بطبيعة خلاّبة حيث مسطحات من الأحجار الجيرية الشعابية التي لا ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 20 متراً في المتوسط. كذلك، هي غنيّة بالحياة البرية والبحرية والنباتية، إذ تنتشر أنواعٌ من الأشجار كالقندل والسمر والبلسم والسّدر والأراك، وتعيش فيها حيوانات مختلفة بعضها مهدد بالانقراض،
كما تُحلّق في أجوائها الطيور المائية والشاطئية والمهاجرة ومن أهمها العقاب النّساري والبجع الرّمادي والنّورس القاتم ومالك الحزين وصقر الغروب وأنواع من القماري. أما “كنوزها” القابعة في المياه مثل الأسماك والدلافين والسلاحف، فهي حتماً غنيّة عن التعريف.
تقع هذه الغابة في شمال جزيرة فرسان، وتزخر بأشجار القندل والشوره (المانغروف) وتتخللها الممرات والخلجان المائية. استنشق الهواء الطلق والمنعش أثناء تنزّهك في هذه المساحة الخضراء الأشبه بلوحة زيتية. وتبعد قرية القصار الأثرية عن مدينة فرسان حوالي خمسة كيلومترات جنوباً، ويعود تاريخها إلى ما يقارب الـ 3000 سنة وفقاً للكتابات والنقوش الأثرية التي تم العثور عليها فيها. تمتاز بكونها مقصد أهالي فرسان في فصل الصيف حيث اعتادوا قضاء ثلاثة أشهر في ربوعها خلال موسم “العاصف”.
وعادة ما تشهد هذه القرية الشهيرة بأشجار النخيل و الأبنية الحجرية، إحتفالات شعبية وتقليدية يقوم بها الأهالي خلال فترة تواجدهم فيها. إذا كنت من محبي الآثار أو عشاق الأجواء الباردة نسبياً، فعليك بزيارتها، ولا تنسى الاجتماع في أمسية مُنعشة في مساحة مجهزّة بالمقاعد والطاولات، تحت ضوء القمر.