جدة – البلاد
لشهور طويلة مضت من العام الحالي والسابق، عانى الاقتصاد الدولي من معدلات تراجع عكستها تقارير كبريات المؤسسات المالية، ومن بينها صندوق النقد والبنك الدوليان، وذلك على ضوء تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين واليابان وتبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والحرب التجارية بين بكين وواشنطن، وما تبع ذلك من حرب عملات، ألقت جميعها بظلالها على البورصات العالمية حيث تراجعت حصيلة أسواق الأسهم نحو 4.7 % لتصل إلى 659 مليار دولار في العام الجاري 2019، حتى جاء الحدث الأهم المتمثل في الإدراج الأضخم لسهم أرامكو السعودية، وكذلك شركة علي بابا الصينية، لينقذان أسواق الأسهم العالمية.
وبحسب بيانات “رفينيتيف” فإن القيمة السوقية لأرامكو السعودية، عززها الطرح الأولي القياسي حيث بلغت نحو تريليوني دولار بنهاية ثاني أيام التداول، وكذلك الإدراج الثانوي لعملاق التجارة الإلكترونية الصيني علي بابا في هونج كونج وجمع 13.5 مليار دولار، ليسهم هذان العملاقان الاقتصاديان من خلال سهمها بنحو 6% من إجمالي حصيلة أسواق الأسهم العالمية، وشكلت أرامكو وحدها 15% من أحجام الطروح العامة الأولية عالميا.
ودخلت شركة أرامكو، في 11 ديسمبر الجاري بسوق البورصة مع بدء تداول أسهمها محليا بسعر قياسي، وأصبحت عملاق النفط السعودي في يوم التداول التاريخي الأول أكبر شركة مدرجة في سوق مالي على مستوى العالم ، وعزّز اكتتاب أرامكو موقع السوق المالية “تداول”، التي أصبحت من بين أكبر 10 أسواق عالمية.
أيضا ارتفعت تدفقات السيولة الأجنبية بعد انضمام سهم شركة أرامكو السعودية إلى مؤشرات “إم إس سي آي” للأسواق الناشئة و”فوتسي راسل”، إذ بلغت 3.85 مليار ريال، منها 2.5 مليار تمت خلال مرحلة “إم إس سي آي” ونحو 1.35 مليار تمت في مرحلة “فوتسي راسل”.
وللتدليل على ذلك سجلت فترة المزاد الخميس الماضي تداول نحو 1.35 مليار ريال على أسهم “أرامكو” بعدد أسهم 38.1 مليون سهم، في وقت أعلن فيه “فوتسي راسل” انضمام السهم يوم 23 ديسمبر الحالي.
وفقاً للمؤشر العالمي، سيكون وزن “أرامكو” 0.16% من مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، و6.03% من مؤشر MSCI للسوق السعودية، فيما وزن أرامكو في مؤشر فوتسي راسل للأسواق الناشئة عند 0.47%.
وكان السهم سجل أعلى مستوى له عند 38.7 ريال في الجلسة الثانية من الإدراج عند قيمة سوقية بلغت حينها 2.06 تريليون دولار، ليستقر عند مستوى 36.8 ريال.
وطرحت “أرامكو” ثلاثة مليارات سهم “1.5% من أسهمها” للاكتتاب العام خلال الفترة من 17 نوفمبر حتى 4 ديسمبر، وخصصت الشركة 0.5% من أسهمها “مليار سهم” للأفراد، و1% “ملياري سهم” للمؤسسات.