البلاد – رضا سلامة
أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها من التحركات التركية العدائية في المنطقة، وقال مسؤول أميركي إن مذكرة التفاهم الموقعة بين الرئيس التركي، ورئيس حكومة طرابلس، فايز السراج، “استفزازية” وتثير قلق واشنطن.
وأوضح أن الولايات المتحدة تلتقي مع جميع الأطراف الفاعلة في النزاع الليبي، في إطار مساعيها لإيجاد حل للأزمة.
وتتجه العلاقات الأمريكية التركية إلى مزيد من التأزم والتصعيد، بعدما أعاد وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبير، التأكيد على إلغاء صفقة المقاتلات”F-35 ” لأنقرة، وتوقع خبراء صدور عقوبات أمريكية جديدة على تركيا مطلع 2020، بعد تهديد الرئيس التركي أردوغان بغلق القاعدتين العسكريتين الأمريكيتين في بلاده “إنجرليك وكوريجيك”، في حال تطبيق العقوبات، فيما قللت أوساط سياسية أمريكية من جدية تهديد أردوغان، محذرة من دفع أنقرة ثمنًا باهظا إذا أقدمت على هذه الخطوة “المتهورة”.
من جانبه أعلن وزير الدفاع الامريكي، مارك إسبر، أنه ينتظر توضيحًا من أنقرة بشأن ملف القاعدتين، وقال إنه سيكون بحاجة للتحدث إلى نظيره التركي، خلوصي أكار، “لفهم ما يعنوه حقًا ومدى جديتهم”، مشيرا إلى أنه علم للمرة الأولى بالتصريحات الرسمية التركية من الصحف.
وتساءلت أوساط سياسية أمريكية عن مدى جدية تركيا في الإقدام على هذه الخطوة، والثمن الذي تفكر أن تدفعه حيال ذلك، كون أنقرة تعي جيدًا، أن إغلاق القاعدتين في هذا التوقيت قد يؤزم العلاقات بينها وبين الحلفاء في الناتو أيضاً باعتبار قاعدة “كوريجيك” تابعة للحلف.
وأكدوا أن أنقرة عملت لعقود من الزمن على تبيض صورتها أمام الاتحاد الأوروبي للانضمام إليه، قد يتلاشى كل ذلك بلحظة إعلان إغلاق القاعدتين، وفي حال أقدمت تركيا على هذه الخطوة “المتهورة” فإنها ستدفع الثمن غاليًا هذه المرة.
وكان مارك إسبير قد أكد مجددا أول أمس الجمعة، أن حصول تركيا على دفعات من صفقة أنظمة الدفاع الروسية””S-400 يعني عدم منحهم المقاتلات الأمريكية، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل العمل في سوريا للسيطرة على عناصر داعش، وعدم السماح للتنظيم الإرهابي باستعادة نفوذه على الأرض.
ولفت وزير الدفاع الأمريكي إلى أن أولوية واشنطن الآن هي منافسة النفوذ الروسي والصيني في منطقة الدفاع الاستراتيجي للأمن القومي الأمريكي، قائلًا: “أكبر منافسينا هي الصين أولًا، ثم روسيا. هدفنا هو سحب القوات الأمريكية سواء من أفغانستان أو سوريا وإعادة تدريبهم مرة أخرى، لتكليفهم بمهام أكبر أو إرسالهم إلى منطقة الهندو باسيفية. هذا هو هدفي الرئيسي”.
وبحسب نائب مدير قسم السياسات الدولية والأمن القومي في مركز التقدم الأمريكي، ماكس هوفمان، في العقوبات الأمريكية التي صدق عليها الكونجرس لتوقيعها على تركيا، على خلفية حصولها على منظومة S-400″” الروسية، امتداد للوضع الراهن وسط تدهور العلاقات بين البلدين.
وأكد هوفمان أن واشنطن لن تغير موقفها فيما يتعلق بطائرات F-35 الخاصة بتركيا، ما لم يتراجع أردوغان عن موقفه من منظومة الدفاع الجوي الروسية، منوهًا إلى أن إدارة ترامب تحاول إحداث توازن في الطلبات المتعلقة بالعقوبات المشددة على تركيا.
وأشار إلى أن الأنظار تتجه الآن نحو قرار لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي مرة أخرى، في انتظار العقوبات الجديدة، الخاصة بالملف السوري والعملية العسكرية التركية على الشمال السورية وأزمة المنظومة الروسية.
وأوضح هوفمان أن قانون العقوبات الجديد الخاصة بتركيا هو رسالة لدعم مساعي تشكيل تحالف شرق المتوسط، بين عدة دول تشمل اليونان وقبرص ومصر للتعاون في مجال الغاز.