الدولية

داود أوغلو يهدد عرش أردوغان

البلاد – عمر رأفت

يمثل إطلاق رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو حزبًا سياسيًا جديدًا باسم” حزب المستقبل”، خطوة كبيرة في تحديه لحزب العدالة والتنمية الحاكم وللرئيس أردوغان، وتحسم الجدل والتساؤلات التي تزايدت في الأشهر الأخيرة، حول نيته في إطلاق هذا الحزب، بعد استقالته من الحزب الحاكم في سبتمبر الماضي؛ اعتراضًا على أسلوب إدارة أردوغان الفردية للحزب.

وقد أعلن داود أوغلو إطلاق حزبه الجديد، في مؤتمر تعريفي أقيم في العاصمة أنقرة بحضور أكثر من 150 من مؤسسي الحزب ووسط اهتمام إعلامي كبير.

وقال أوغلو في كلمة خلال المؤتمر: نتجاوز آلام الماضي، ونستفيد من الدروس النابعة منها، وننظر للمستقبل.. من يتعلم ويغلب الخوف ويمتلك الأمل من دون شكوى وصراخ وتفرقة، قادر على المضي إلى المستقبل والنظر إليه.

وبدأ رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو لقاءاته وزياراته الرسمية، بعدما أعلن تأسيس حزبه الجديد “حزب المستقبل”، حيث ظهر التجاوب الشعبي الواضح مع خطابه السياسي، فضلًا عن استقطاب عناصر كانت مؤيدة للحزب الحاكم.

• شخصيات مؤثرة
وتعليًقًا على هذا، قال محمد حامد، المتخصص في الشأن التركي والدولي: إن حزب العدالة والتنمية الحاكم يواجه مشاكل بسبب ظهور حزب المستقبل الذي أسسه رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داود أوغلو.

وأضاف لـ(البلاد): إن اعلان الحزب الجديد أتى من فندق يدعى “بانكيت” وهو الفندق نفسه الذي أُطلق منه حزب العدالة والتنمية عام 2001، وأظهر إطلاق هذا الحزب من داود أوغلو أنه لا يهاب الرئيس التركي أردوغان، بل إن أوغلو هدد الأخير بالكشف عن أسرار فاضحة، فصمت.

وأوضح حامد أنه في حالة إجراء انتخابات الآن في تركيا، فسيكون لحزب المستقبل الحق في المشاركة الانتخابية، فبعد انسحاب الكثيرين من الحزب الحاكم وانضمامهم إلى الحزب الجديد فسيكون له تمثيل انتخابي بكل تأكيد ، موضحا أن الفترة القادمة ستشهد خفوتًا لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة التي ستعقد في 2023، ويمكن أن تكون هناك انتخابات مبكرة نظرًا لما تمر به تركيا من أحداث.

• نقطة تحول
وقال هاني سليمان، الباحث في الشأن الدولي: إن انشاء الحزب الجديد نقطة تحول نوعية في السياسات التركية والنظام السياسي، الذي يشهد تحولات خلال الفترة الحالية، وهذا يعكس فكرة فشل أردوغان في الحفاظ على وحدة الحزب بسبب نهجهه الديكتاتوري. وأضاف لـ(البلاد): إن إطلاق الحزب الجديد بمثابة تمرد على سياسات الرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية، الذي بات لا يعكس مطالب الجماهير التركية وأصبح غير قادر على استيعاب كافة الأطراف على الساحة التركية، وهناك حالة من الذاتية متمثلة في شخص أردوغان فقط.

وأوضح “سليمان” أن هناك حالة ملاحقة للأصوات الأخرى التي لا تتفق مع أردوغان، وبات المجال العام في تركيا لا يتسع للآراء المتنوعة داخل الحزب الواحد والتفاعل داخل الحزب.

وأكد أن تدشين حزب المستقبل يأتي نتيجة السياسات المترنحة في تركيا، ونتاج الدخول بالدولة في أزمات مثل الأزمة الاقتصادية والتضييق على المعارضة، علاوة على الأوضاع السياسية المتردية وحالة فشل المحليات وفشل الحزب التركي الحاكم في توفير ما يحتاجه المواطن التركي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *