الدولية

جونسون يقود بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي

لندن – البلاد

أعاد القطار البريطاني توجيه مساره للانطلاق بسرعة خارج الاتحاد الأوروبي، بعدما أسفرت نتائج الانتخابات البرلمانية عن فوز ساحق لحزب المحافظين وخسارة تاريخية للعمال، ما يعني مغادرة المملكة المتحدة للمنظمة الأوروبية نهاية يناير المقبل، بعد سنوات من الخلافات حول الموضوع.

وأكدت النتائج الأولية التي نشرت أمس الجمعة، استرداد المحافظين لأغلبيتهم الساحقة، بعدما فقدوا هيمنتهم بهذا الشكل على البرلمان البريطاني منذ عهد مارجريت تاتشر، بعد انتزاعهم دوائر عمالية كثيرة سيطر عليها حزب العمال منذ عقود، وأصبح المحافظون يملكون الصلاحية المطلقة لتنفيذ بريكست الذي وافق عليه 52% من البريطانيين في استفتاء 2016 لكنه لم يحقق تقدما عمليًا منذ ذلك التاريخ.

وبعد فرز النتائج في 624 دائرة من أصل 650، حصد حزب جونسون على 345 مقعدًا في مجلس العموم، بينما فاز حزب العمال بـ 202 مقعد. وقال بوريس جونسون الذي أعيد انتخابه في دائرة أكسبريدج وويست رايسليب بغرب لندن، إن “هذا التفويض الجديد القوي يمنح الحكومة الجديدة فرصة احترام الإرادة الديموقراطية للشعب البريطاني”، بينما أعلن، جيريمي كوربن، زعيم المعارضة العمالية أنه لن يقود حزبه إلى الانتخابات المقبلة، رغم أنه أعيد انتخابه للمرة العاشرة في دائرته اللندنية ايسلنجتن.

ويشير مراقبون إلى أن الخسارة التاريخية لحزب العمال، جاءت نتيجة للموقف الملتبس من بريكست، حيث رفض كوربن التعبير عن رأيه الشخصي بشأنه، وكان يريد إعادة التفاوض حول اتفاق جديد يتسم بمراعاة أكبر للجوانب الاجتماعية، ثم عرضه على البريطانيين للتصويت مع حل بديل يتمثل بالبقاء في الاتحاد الأوروبي. يذكر أن جونسون كان أبرز وجوه حملة استفتاء الخروج من الاتحاد عام 2016، وخاض الانتخابات البرلمانية تحت شعار “إتمام البريكست” متعهدًا بوضع نهاية لحالة الجمود القائمة حول الاتفاق.

ويعتزم جونسون طرح اتفاق الطلاق الذي تفاوض بشأنه مع بروكسل على البرلمان قبل نهاية العام الجاري؛ بهدف تنفيذ بريكست في موعده المحدد في 31 يناير المقبل، بعدما فشل الأمر 3 مرات.

وتقضي الانتخابات بذلك على أمل مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي مع هزيمة العماليين وإخفاق الليبراليين الديموقراطيين، حيث خسرت زعيمتهم جو سوينسون مقعدها الذي تشغله منذ 12 عامًا في اسكتلندا.

في المقابل، حصد الحزب القومي الاسكتلندي 20 مقعدًا إضافيا، وسيعزز ذلك مطالبته باستفتاء ثان حول استقلال اسكتلندا المعادية بأغلبيتها لبريكست، رغم معارضة جونسون بشدة لهذا التصويت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *