بيروت – البلاد
انتحر مواطنان لبنانيان أمس الأربعاء، ليرتفع عدد المنتحرين لثلاثة خلال 3 أيام بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة؛ مستجد المشهد اللبناني في ظل استمرار مناورات ما يسمى بـ”حزب الله” وحلفائه لتشكيل حكومة”تكنوسياسية” في محاولة للالتفاف على مطالب المتظاهرين، الذين يصرون على استبعاد الطبقة السياسية القديمة التي يتهمونها بالفساد وتأليف حكومة من”التكنوقراط” فقط.
في منطقة النبعة، انتحر داني أبو حيدر بإطلاق النار على نفسه، ما أدى إلى وفاته على الفور، وأفادت مصادر مقربة من أبو حيدر أن سبب الانتحار طرده من العمل، ورغم نفي أحد زملائه لحدوث مشكلة في العمل، إلا أن أقارب له أكدوا أن زوجته مريضة ويتطلب علاجها مبالغ كبيرة تتجاوز قدراته المالية.
وفي بلدة سفينة الدريب بعكار، عثر على أنطونيو طنوس وهو عنصر في قوى الأمن الداخلي جثة هامدة داخل حقل وإلى جانبه مسدسه الرسمي، فيما يرجح أنها عملية انتحار، وترددت أنباء عن مروره بضائقة مالية.
وكان ناجي الفليطي من بلدة عرسال، قد انتحر شنقًا يوم الأحد الماضي، بعدما عجز عن تلبية طلب ابنته بشراء”فطيرة” ثمنها 1000 ليرة لبنانية ” تعادل أقل من نصف دولار”، في وقت تراكمت عليه ديون تعادل 300 دولار، بعد إغلاق المصنع الذي يعمل فيه قبل شهرين، وعدم إيجاده فرصة عمل بديلة.
وقد استمرت محاولات ما يسمى بـ”حزب الله” الموالي لإيران وتيار الرئيس عون وحركة أمل لتشكيل حكومة تضم سياسين واختصاصيين، وتزايدت حظوظ تكليف سمير الخطيب بتأليفها بعد لقائه بالرئيس عون وصهره الوزير في الحكومة المستقيلة، جبران باسيل، فيما يعد التفافا على مطالب الحراك الشعبي الذي يصر على تأليف حكومة من الاختصاصين فقط، استبعادا للرموز السياسية التي يحملونها المسؤولية عن الفساد السياسي والاقتصادي في البلاد خلال السنوات الماضية، على أمل أن تعمل حكومة التكنوقراط على تفعيل القانون والقضاء لاسترداد الأموال المنهوبة، ووقف نزيف الاقتصاد ومحاربة الفساد وتحسين جودة الخدمات العامة، بينما يعرقل ما يسمى بـ”حزب الله” وحلفائه تشكيل حكومة المهنيين سعيًا لاستمرار سيطرته على مفاصل الدولة، لضمان استمرار تدفق الدعم المالي والعسكري الإيراني وللتهرب من تسليم سلاحه للدولة وفق القرارات الأممية.
وميدانيا واصل متظاهرون محاولات إغلاق الطرق الرئيسية في شمال البلاد، خاصة طرابلس، وعمل الجيش على فتحها، وهو الأمر الذي تكرر على جسر الرينغ ببيروت وفي مناطق ببعلبك، وتواصلت الوقفات الاحتجاجية أمام وزارات ومصارف في بيروت ومدن أخرى، بينما توالت الدعوات لتظاهرت كبرى في ساحات بيرون والمدن الرئيسية مساءً مع مطالبات بغلق طرق رئيسية، لتكثيف الضعط على الطبقة السياسية للاستجابة للمطالب الشعبية.
