ظلت المملكة منذ تأسيسها ملتزمة بنهجها المستمد من الشريعة الإسلامية السمحة والقائم على أسس الوحدة والتضامن والشورى وإقامة العدل واستقلال القرار، ولهذا كانت خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وضيوف الرحمن من أولى أولوياتها بالإضافة إلى تشييد دور العبادة والمراكز الإسلامية في الداخل والخارج وطباعة المصحف الشريف والاهتمام بالسنة المطهرة ونشر مبادئ الإسلام وقيمه الفاضلة والدعوة إلى التعايش السلمي بين الشعوب والحضارات ونبذ مهددات الأمن والسلم الدوليين.
واحتضنت المملكة عدداً من الهيئات الإسلامية العالمية وأسهمت بدور كبير في وجودها ومنها منظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من جدة مقراً لها وتحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وحرصهما على إنجاح عملها تقديراً لما تضطلع به من مسؤوليات ومهام.
وتعد رعاية الملك المفدى لاحتفال المنظمة بيوبيلها الذهبي اليوم تأكيداً على ما يوليه من اهتمام متعاظم لبرامجها وأنشطتها لتؤدي رسالتها السامية على أكمل وجه تحقيقاً لمقاصدها الكريمة، فقد مرت خمسون عاماً منذ أن بادرت المملكة مع شقيقتها المغرب لإنشاء منظمة لقيادة العمل الإسلامي لخدمة شعوب الأمة وتوحيد كلمة المسلمين ومناصرة قضاياهم والدفاع عن مصالحهم، فكان انطلاق ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة لتضم في عضويتها سبعاً وخمسين دولة دعماً للسلم والانسجام الدوليين وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.
