مع بداية مقطع هذه الأغنية التي صاغ كلماتها، الشاعر المبدع الأمير بدر بن عبدالمحسن، ولحَّنها الموسيقار الكبير الدكتور عبدرب إدريس، وقام بأدائها فنان العرب الأستاذ محمد عبده، في ثنايا كلماتها باقة جميلة من أدب الاعتذار بأسلوب أدبي رفيع، وهذا ما عُرف عن كاتب الأغنية، كونه يُجسِّد كلمات دواوينه بهذه الشاعرية الدافئة الرقيقة، التي تلامس واقعنا الاجتماعي، وتبادل العواطف بأرقى أساليب الاعتذار، برغبة مؤكدة لوصول أحد الطريفين، أو كلاهما معاً للهدف المنشود، والذي بسببه استوجب الاعتذار، ولا غرابة في الأمر فمهما كانت درجة الخلاف والاختلاف، فلا بد من مراجعة صادقة مع النفس، لاختيار الوقت المناسب للاعتذار قبل فوات الأوان.
عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقع نظري على تغريدة عبارة عن رسالة جميلة هادفة من عاصمتنا الحبيبة الرياض، في محتواها روح الأبوة والمسؤولية، واضعاً صاحبها يده على قلبه، حرصاً منه على بعض المتغيرات الاجتماعية، ولاسيما ما يُعَكِّر صفوة الحياة الزوجية بين العروسين، في مستهل حياتهما الزوجية، واتخاذ قرارات مُتسرِّعة، لا تتطلب الاعتذار فقط، وإنما تفرض النَّدم حين لا ينفع النَّدم! وهناك دراسات اجتماعية حديثة موثَّقة، تتضمن إحصائيات مخيفة، عن مشكلة الانفصال بين الزوجين، لأسباب تقل وتكثر وفق ظروف أسرية وثقافية، وهو ما يُعد صدمة مؤثرة على حياتهما في المستقبل القريب والبعيد، مهما كانت البدائل واحتمالات التعويض، والبحث عن حلول ضرورية لابد منها.
حتى وإن جاءت متأخرة، وفي نفس الوقت مُكلفة من النواحي النفسية والمادية ولاجتماعية، وتشكل عبئا اقتصاديا على جميع أفراد الأسرة، ومن الطبيعي أن يتأثر بها سلبا الآباء والأمهات والأخوة والأخوات، وقد تمتد لعدد من المقربين من الأسرة، إن لم يذهب العريس بعيداً للاقتراض من أحد البنوك المحلية، التي تبدأ بمعسول الكلام من الطرفين، لتنتهي بكثير من المُنغِّصَات التي تشكل خطراً على الاستقرار الأسري، ولا يعني أنها ظروف خاصة بالمجتمع السعودي دون غيره، وإنما كأي مشكلة اجتماعية تتخذ صفة العموم، على مستوى كافة المجتمعات العربية المعاصرة، لكن واقعها في مجتمعنا يعني لنا الكثير.
الدكتور محمد راشد الهزاني كاتب التغريدة، يقترح حلولاً تساهم في تخفيف المشكلة، يهديها لوزارة التعليم، بحكم مسؤولياته القيادية كونه عمل مديراً عاما للتعليم بإحدى المناطق التعليمة سابقاً، كما عمل مستشارا بإحدى الإدارات الحكومية المهمة بالدولة، ويضيف إذا تحمَّست وزارة التعليم لذلك الاقتراح، فيكون سعيداً ليدلو بدلوه مع الفريق المكلف من قبل معالي وزير التعليم، ويتلخص الاقتراح بتدريس مادة للعلاقات الزوجية بالمرحلة الجامعية، الجميل تفاعل العديد من الأكاديميين والأكاديميات لذلك الاقتراح، مطالبين بتدريس المادة بدءاً من المرحلة الثانوية لكل من الطلاب والطالبات، ومن جهتي أضيف أن تشمل هذه الدراسات على بحوث ميدانية، تساهم بتفعيل مسار المادة المقترحة، بما يُواكب واقع المجتمع ومعطياته.