البلاد- وكالات
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مئات الوثائق الاستخباراتية الإيرانية المسربة، تؤكد محاولات إيران للسيطرة على مفاصل الدولة العراقية سياسيًا واقتصاديًا ودينيًا واجتماعيًا، كما فضحت دور”تركيا أردوغان” في زعزعة الأمن والاستقرار وإطالة أمد الأزمة باليمن، بجمعها للحرس الثوري والإخوان في تركيا للتنسيق بين الأطراف الثلاثة؛ للتآمر على اليمن وعرقلة مساعي التحالف العربي بقيادة السعودية من أجل استعادة الدولة وعودة الشرعية،
وأكدت الوثائق أن هيمنة إيران على العراق تتم عبر دفع مقربين منها للمناصب الكبرى ومواقع صنع القرار، إضافة لتجنيد عملاء في أجهزة أمنية وشراء ولاءات سياسيين، مبينة المسؤولية المباشرة للحرس الثوري الإيراني وقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، عن إدارة مليشيات إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وأن سفراء طهران في هذه الدول ينتمون للحرس الثوري.
وأشارت الصحيفة إلى دور تخريبي لـ”تركيا أردوغان في اليمن، حيث جمعت قياديين بجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في عدة دول، مع مسؤولين بالحرس الثوري وآخريين أتراك على الأراضي التركية، لتنسيق مؤامرات ضد أمن واستقرار اليمن ولعرقلة جهود التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن الرامية لاستعادة الدولة وعودة الشرعية،
حيث سعوا إلى صناعة تحالف بين جماعة الحوثي الموالية لإيران والقبائل السنية في اليمن، لدعم سيطرة الجماعة على اليمن، وحربها ضد الشرعية والتحالف العربي، كما ناقشوا سبل دعم الإخوان في مصر ودول أخرى، باعتبار الجماعة موالية لتركيا ومستعدة للتحالف مع إيران لتقويض الأوضاع في الدول التي تعتبرها الجماعة معادية لها.
يذكر أن مؤامرت أردوغان على اليمن ليست بعيدة عن أدواره الإجرامية في دعم تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، ودعم تنظيمات متطرفة أخرى وفي مقدمتها الإخوان في مصر وليبيا ودول أخرى.
وأفادت الوثائق بأن طهران عولت على مسؤولين كبار موالين لها في الحكومات المتعاقبة لتنفيذ أجندنها في العراق، وأن مسؤولين وسياسيين وأمنيين وعسكريين أقاموا علاقات سرية مع إيران.
وأوضحت الوثائق أن أبرز مستشاري رئيس برلمان عراقي سابق كان إيرانيًا، ( وقد نفى المسؤول العراقي السابق ذلك في تصريح لإحدى الفضائبات)، وأن إدراك العراقيين لمدى هيمنة إيران وتغلغلها في بلدهم وصل لدرجة تطوع قيادي بالاستخبارات العراقية للعمل مع النظام الإيراني.
الصحيفة قالت إن التقارير الإيرانية المسربة تؤكد ما سبق تداوله عن زيارة قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، للعراق لدعم الحكومة ومواجهة تظاهرات العراقيين، الذين خرجوا للشوارع مطالبين بوضع حد للفساد وتحسين الخدمات العامة وإقرار قوانين وسياسات تصحح الأوضاع المتردية منذ عام 2003، ومنع عربدة وتدخل إيران في شؤونهم الداخلية.
وأشارت إلى أن سليماني دائمًا يُرسل إلى بغداد لمحاولة السيطرة على الوضع، في إطار استراتيجية إيران لضمان استمرار العراق كدولة خاضعة وطيعة لنفوذ الملالي.
وأبانت أن إيران لم تكتف بنشر عملائها بكثافة في العراق، وإنما عمدت إلى تجنيد مسؤول بالخارجية الأمريكية للحصول على خطط واشنطن في العراق.