خاص – البلاد
تترقب الأطراف اليمنية بتفاؤل وترحيب كبيرين، التوقيع على “اتفاق الرياض” بين الشرعية والمجلس الانتقالي، والمقرر غدًا الثلاثاء، برعاية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وبحضور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وعدد من الشخصيات المهتمة بالملف، وتعول هذه الأطراف على الاتفاق لتدشين مرحلة جديدة تتوحد فيها الصفوف والجهود، نحو المعركة المصيرية بين أبناء المشروع اليمني والعروبي من جهة، والحوثيين ومن خلفهم المشروع الإيراني التخريبي.
أسباب التفاؤل والترحيب تعود إلى ما يتضمنه الاتفاق، من خطط عمل مجدولة تشمل كل المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، استنادًا إلى المرجعيات الثلاث لتسوية الأزمة اليمنية، وهي: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرار الأممي 2216، ما يمثل خريطة طريق مستقبلية واضحة المعالم، تختصر عمر الأزمة، وتقلص مسافات بلوغ الحلول النهائية.
الخطر الإيراني
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، ثمّن عاليًا جهود السعودية المتواصلة لإنجاز الاتفاق، والعمل على توحيد كلمة اليمنيين في مواجهة التحديات، في مقدمتها الخطر الإيراني وأداته الحوثية، ودعم جهود الحكومة في تثبيت الأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، مؤكدًا أنها مواقف تاريخية مشهودة للسعودية. وجدّد الإرياني الدعوة للتعامل البنّاء مع الاتفاق، والابتعاد عن المزايدة والمناكفات السياسية، والعمل الصادق على إنجاحه.
فيما دعا نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، الحكومة اليمنية إلى فتح صفحة جديدة وفق اتفاق الرياض، وتوحيد الجهود لمواجهة جماعة الحوثيين الانقلابية. وأشار بن بريك إلى أهمية عدم الالتفات للاستفزازات ولا لخطابات الكراهية ، مؤكدًا الثقة بالتحالف (ضد الحوثيين) الذي تقوده السعودية منذ الوهلة الأولى.
عمق استراتيجي عربي
وأكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، ترحيبه باتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي، مشيرًا إلى أنه يصب في صالح أمن واستقرار اليمن، وتابع: “تحالف الحزم بقيادة السعودية الشقيقة أثبت حضوره العسكري والسياسي وحافظ على التوازن الاستراتيجي في المنطقة، ومراسم توقيع اتفاق الرياض بجهود سعودية استثنائية دليل على حيوية التحالف وقدراته وأهميته.. تحالف الحزم عمق استراتيجي عربي ضروري في ظروف اقليمية حساسة”.
وتعود بداية الأزمة بين الشرعية والمجلس الانتقالي إلى فبراير ٢٠١٧ ، حين أعلن الجنوبي تأسيسه بقيادة عيدروس الزبيدي، وأصدروا بيانا بذلك، لتبدأ بعدها شرارة التراشقات السياسية والعسكرية بين الانتقالي ومكونات الشرعية اليمنية، مما عده البعض إشغالا للتحالف العربي لدعم الشرعية عن هدفه الرئيسي.