البلاد – مها العواودة
تحاول إيران وأذرعها الخبيثة جاهدة إطفاء جذوة الانتفاضتين المشتعلتين في ساحات العراق ولبنان منذ أكثر من شهر مستخدمة كافة أساليب القمع والترهيب، لكن ذلك فشل في ثني عزيمة المنتفضين الغاضبين الذين رفضوا الاستسلام والحلول الترقيعية، فانتفاضتهم كما وصفها محللون سياسيون ومراقبون بأنها الأقوى والأصعب عالميًا؛ كونه ضد إيران راعية الإرهاب وتدخلاتها وضد حكومات فاشلة وميليشيات مجرمة.
قال المختص في الشأن الإيراني د. علاء السعيد: “مايحدث الآن في لبنان والعراق هو انتفاض جيل من الشباب، وجدوا بلدانهم ضائعة ومسيطر عليها وعلى مقدراتها وخيراتها من قبل إيران الإرهابية، فانتفضوا رفضا للتدخل الإيراني داعين إلى ضرورة عودة بلدانهم إلى الحاضنة العربية بدل من الارتماء في أحضان الفرس”.
وأضاف أن المستفيد من الحكم الحالي في العراق هم حفنة من المرتزقة الذين يعملون لصالح إيران، والذين يحاولون الوصول لأن تكون العراق محافظة من محافظات إيران وتابعة كليا للحكم الإيراني، إلا أن الجيل الجديد رفض ذلك ووقف في وجه التغول الإيراني.
عاصفة الحزم
من جهته أكد المحلل السياسي أيمن أبو سعيد، أن تداعيات عاصفة الحزم المباركة أيقظت العقل الجمعي العربي وكسرت الحاجز النفسي، ومنحت جرعة ثقة كاسحة للشباب العربي من الخليج إلى المحيط، بأن باستطاعتهم تغيير الواقع المزري واستعادة سيادتهم وحرية أوطانهم.
وأضاف:” شرفاء وأحرار العرب أدركوا بأن الحزم والعزم منهج عربي يمكن من خلاله صد العدو واستعادة السيادة الوطنية”، مؤكدًا على أن العدو الإيراني ومنذ أكثر من 40 عامًا تغول في بلاد العرب واحتل بعضها، وأن ما يحدث حاليا من ثورة عربية أسطورية في العراق ولبنان هو انفجار لتراكمات سلبية خانقة تسببت فيها إيران وحكوماتها الموالية ومليشياتها الطائفية العابرة للحدود.
رفض شعبي
أما الكاتب والمختص في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي، فقال إن الاحتجاجات الشعبية في كل من العراق ولبنان تعكس وبقوة حالة الرفض الشعبي للنفوذ الإيراني في كلا البلدين، مؤكدًا أن المعركة ليست سهلة أو يسيرة وأنها تحتاج إلى طول نفس من قبل المتظاهرين المدافعين عن الإرادة الشعبية والسيادة الوطنية، فما صنعته إيران طيلة عقود لا يمكن إسقاطه في مدة محدودة، وبالتالي فإن مدى نجاح هذا الحراك مرهون بالدرجة الأولى بإصرار الجماهير المنتفضة على تحقيق أهدافها وعدم الانخداع بحيل إيران وأذرعها.