رأس العين – وكالات
تتمادى تركيا في انتهاكاتها بسوريا على الرغم من إعلانها وقف العدوان، إذ أعلنت “الإدارة الذاتية” الكردية في شمال وشرق سوريا أمس (الثلاثاء)، إن أنقرة تسعى لمنع استكمال أعمال الصيانة في محطة علوك لمياه الشرب الواقعة شرق مدينة رأس العين، والتي تغذي مدينة الحسكة وضواحيها بحاجتها اليومية من مياه الشرب.
فيما أبلغت الأمم المتحدة مكتب الشؤون الإنسانية في “الإدارة الذاتية” بأن تركيا تضغط باستمرار من أجل سحب فريق الصيانة من موقع المحطة بحجة أن المنطقة عسكرية. واعتبرت الإدارة الذاتية في بيانها أن ما يجري محاولة واضحة من قبل تركيا لحرمان أكثر من 500 ألف نسمة من سكان مدينة الحسكة وضواحيها من مياه الشرب، مؤكدة أن هذه الخطوة ستزيد الوضع الإنساني سوءاً في مدينة الحسكة التي تستقبل عدداً كبيراً من النازحين.
وقال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، على “تويتر”، إنه وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه، تواصل تركيا والفصائل الموالية لها انتهاكه وشنّ هجمات على البلدات الكردية في رأس العين وعين العرب (كوباني) وتل تمر باستخدام الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الطائرات المسيرة.
مضيفاً: “ليس لدى تركيا أي نية لوقف القتال رغم الاتفاق المعلن”. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 7 من قوات النظام السوري قتلوا وأصيب أكثر من 14 آخرين بجروح متفاوتة، كما قتل 4 من الفصائل الموالية لتركيا في اشتباكات بين الطرفين في منطقة أبو رأسين الواقعة بين تل تمر ورأس العين.
ولم تتوقف جرائم تركيا عند قتل ما يزيد عن 71 مدنياً منهم 21 طفلاً، ونزوح ما يزيد عن 300 ألف شخص، وتعداه لحرق أجساد الأطفال بـ”الفسفور الأبيض” المحرم دولياً، مثلما حصل مع الطفل الكردي السوري محمد 13 سنة الذي تعرض لحروق تصل إلى 70% من جسده. وأكد خبير الأسلحة الكيميائية البريطاني هامش دي بريتون جوردون بعد فحصه لحروق الطفل “محمد” أن الحروق العميقة على جسده سببها الفسفور الأبيض،
كما بين مدير المستشفى “حسن أمين” أنه استقبل ما يزيد عن 550 جريحاً مدنيا معظمهم من مدينة رأس العين وطلب من منظمات حقوق الانسان أن تأتي لتفتح تحقيقاً في نوعية الأسلحة المستخدمة ضدهم لأن 2% فقط هم من عولجوا من طلقات رصاص والشظايا والباقون إصاباتهم بسبب الغارات الجوية وكانت بحروق بالغة؛ لدرجة أنه تعذر التعرف على بعضهم.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، هدد بأنه إذا لم ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرقي سوريا بموجب الاتفاق مع روسيا فإن بلاده ستطردهم. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس، أن الولايات المتحدة ستتصدى لأي محاولة لانتزاع السيطرة على حقول النفط السورية من أيدي الجماعات السورية المسلحة، المدعومة من الولايات المتحدة باستخدام “القوة الساحقة”، سواء كان الخصم داعش أو قوات مدعومة من روسيا أو النظام السوري.