البلاد – مها العواودة
توشحت شوارع وميادين الأراضي الفلسطينية المحتلة بالأخضر، وتزينت بصور الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – ابتهاجاً وترحيباً بوصول المنتخب الوطني السعودي لكرة القدم لأول مرة إلى مدينة رام الله للعب عصر اليوم (الثلاثاء)، في ملعب الشهيد فيصل الحسيني أمام منتخب فلسطين ضمن مباريات المجموعة الرابعة للتصفيات الآسيوية المزدوجة، والمؤهلة للمرحلة الختامية للتأهل لكأس آسيا 2023 وكأس العالم 2022.
استقبال رسمي وشعبي تاريخي حظي به “الأخضر” خلال زيارته الأولى وبداية مرحلة جديدة في الرياضة الفلسطينية، وقد بدأ المنتخب السعودي برنامجه الحافل باللقاءات بزيارة ضريح الشهيد الراحل ياسر عرفات، ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله .
وتوقع مسؤولون ومراقبون أن هذه المباراة ستشهد حدثا هو الأول من نوعه بأن تهتف الجماهير بصوت واحد للمنتخبين الشقيقين كون زيارة الأخضر انتصارا لفلسطين وكسرا لحصارها، وأكدوا لـ “البلاد” أن من يشكك بهذه الزيارة الأخوية لهم أجندة خاصة مدفوعون من جهة خارجية، وبوق لمن لا يريد الخير للشعب والقضية الفلسطينية، مؤكدين أن المنتخب السعودي لبى طلب فلسطين دعما للسيادة الفلسطينية، وأن زيارة الأخضر للأرض الفلسطينية تأتي دعما لصمود الأشقاء في أرض الرباط، وتعزيزا من مكانة الحضور الفلسطيني.
عن ذلك قال الإعلامي والباحث ناصر الفركز لـ “البلاد”: لم نتفاجأ بإطلالة خفافيش الظلام وكتاب الاستخبارات وعملاء السفارات ليشككوا ويلفقوا للنيل من المملكة بمناسبة اللقاء الرياضي بين المنتخبين السعودي والفلسطيني في الضفة الغربية، رمز السلطة الفلسطينية وقيادة الرئيس محمود عباس المعترف به دوليا، حضور المنتخب السعودي له رمزية ودعم ومؤازرة للشعب الفلسطيني وتعبير أخوي قوي عن ضمير واهتمام القيادة السعودية بفلسطين وقضيتها وحضورها في المحافل الرياضية،
وأضاف” نحن في المملكة تعودنا من الخونة والراقصين على أنغام الرقاعة والعمالة أعداء الأمة لغة الشتائم والسباب الرخيص ولن نعير لهم بالا ولا اهتماماً.
في السياق قال عضو المجلس المركزي الفلسطيني عمر الغول: أهلاً وسهلاً بالفريق السعودي العربي على أرض فلسطين، ومشاركته في مباراة مع “الفدائي” على أرض القدس، وزيارته الأولى هي تكريس لعمق الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين والقيادتين السياسيتين، ومن خلال ما أشاهده في الشارع الفلسطيني ومتابعاتي لمواقع التواصل الاجتماعي وجدت حفاوة كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني عموما والاسرة الرياضية والسياسية خصوصا بزيارة ووجود الأشقاء السعوديين في فلسطين، كل التحية للأخضر السعودي وقيادته وللقيادة السعودية التي قررت ايفاد منتخبها الوطني لفلسطين.
من جانبه قال الكاتب مازن أبو زيد: نحن في فلسطين اليوم سعداء جداً لأننا نرى أشقاءنا السعوديين على أرضنا، فوجودهم دعم ومساندة جديدة للشعب الفلسطيني، أهلا وسهلا بالسعودية وأهلها وصقورها، نقدر ونثمن حضور “الأخضر” إلى فلسطين أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ونبارك هذا الحضور العظيم.
في حين أكد الإعلامي أحمد برغوث أن الشباب الفلسطيني في شغف كبير لحضور هذه المباراة ومشاهدتها، كما يتمنى الشباب في غزة لو يستطيعون حضورها ولكن تقف عراقيل الاحتلال الإسرائيلي وحواجزه العسكرية سدا في وجه أحلامهم البسيطة، لهذا بدأ شباب قطاع غزة في ترتيب أجهزة التلفاز وشاشات العرض لمشاهدة المباراة التاريخية.
وأضاف: شباب غزة المحاصرون يحبون مشاهدة مباريات كرة القدم بشكل عام، وتشجيع المنتخبات العربية، وعندما يتعلق الأمر بالمنتخب السعودي الشقيق فالموضوع له شكل ومذاق خاص لاعتبارات عديدة، أولها أن “الصقور الخضر” يمثلون المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين المنحازة دوما للحقوق الفلسطينية والعربية، وثانيا اسم المنتخب السعودي العملاق وحرفيته ومهاراته في كرة القدم، والبطولات التي حققها عبر مسيرته الرياضية.
أما الشاعر الفلسطيني عدنان كريزم فقد أكد أن قدوم المنتخب السعودي الشقيق الغالي على قلوبنا، زاد بلدنا خضرة وجمالا، كما أن هذه الخطوة السعودية تعني الكثير لشعبهم المناضل والمحب للمملكة، وقال: يا له من منظرٌ مهيب عظيم حيث تتلاحم الأرواح الجميلة بين الأشقاء، وتتلاحم النخوة العربية بين الشعبين، الخطوة هذه جبارة جداً وذكية وتحسب لنا كشعبين متحدين على مر السنين، بشغف ننتظر مشاهدة المباراة التي ستختلف بكل شيء عن باقي مباريات كرة القدم التي شاهدناها.