القاهرة – محمد عمر
قال عبدالحميد الحمدي رئيس “وقف كوبنهاجن الكبير” الدنماركي أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود- رحمه الله- ومن بعده ابناؤه البررة ، تواصل جهودها الرائدة في خدمة الإسلام والمسلمين ظاهرة وبينة ويشهد بها كل متابع منصف، ويتجلى ذلك في رعايتها الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وطباعة المصاحف بكل اللغات.
وأضاف : لقد دشن عهد خادم الحرمين الشريفين خطوات شجاعة على مستوى السياسات الخارجية والتي بلغت ذروتها في عاصفة الحزم التي تهدف لوضع النقاط على الحروف ليس فقط في نجدة اليمنيين الذين استضعفهم الحوثيون مدعومين بسلاح مذهبي وطائفي بغيض، غزا المنطقة ، ولم يكن مستغربا أن تتصدى المملكة بقيادتها الرشيدة لتحديات المنطقة بالحزم المطلوب، فالملك سلمان خبرته دواوين الحكم منذ سنوات طويلة في مختلف المواقع، ولم يترك وراءه إلا الذكر الحسن، سواء كان في الزهد والفكر والتواضع أو في الإدارة والالتزام بنواميسها المنضبطة.
وقال الحمدى إن بين بداية حكم خادم الحرمين الشريفين وهذه الأيام ، جرت مياه كثيرة في نهر السياسة العربية والإسلامية تصدى لها بحزم وارادة ، والمعدن الأصيل يظل ناصعا، وهذا ما عهدته في المملكة منذ كنت طالبا بها في تسعينيات القرن الماضي، فقد عمت دعوة الإسلام السمحة مختلف أصقاع العالم، واخترقت كل بيت بجهد سعودي لم تفلح كل مؤامرات الأعداء من المتطرفين والمتنطعين يمينا ويسارا أن توقفه، ومع المخطط الإيراني تجاه اليمن كان موقف المملكة بقيادتها الحكيمة لتعلن بوضوح: لن نسمح للميليشيات المسلحة المنفلتة من كل القيم والخارجة عن القانون، أن تعبث بأمن اليمن والمنطقة، ولن يتمكن الفرس من إعادة بناء امبراطوريتهم على حساب العرب والمسلمين ، مضيفا بأن الخطر الحوثي الانقلابي بلغ ذروته قبل سنوات بسيطرتهم على العاصمة صنعاء واطماعهم في تطويع كامل اليمن لهم ولصالح النظام الإيراني، في تحد صارخ لكل العهود الدولية المتفق عليها، لكن القيادة السعودية تعاملت بحكمة وعقل.
وحول دور المملكة في تعزيز الحوار العالمي ، أشاد الحمدي بإنشاء مراكز الحوار العالمي ، لمد جسور وثقافة الحوار الحضاري بين أتباع الأديان والحضارات، مشفوعة بحب مئات الملايين من المسلمين في مختلف أصقاع العالم، وأسهمت بفعالية في الحد من مظاهر الغلو والتطرف في كل الاتجاهات ، مؤكدا أن هذا النهج ساعد كثيرا على نشر الأفكار المعتدلة للإسلام الحقيقي بعيدا عن أي تطرف أو انحراف، كما أسهم بشكل فعال في محاصرة المتطرفين وعزلهم وتبيان الصورة الناصعة للإسلام المتسامح، الذي يقوم على الكلمة السواء والحوار بالتي هي أقرب للتقوى، ولاشك أن تأسيس “مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان” في العاصمة النمساوية فيينا والذي استقطب كثيرا من العلماء والباحثين من جميع انحاء العالم ، هو الرسالة الأقوى والأنصع للعالم بأن السعودية داعية خير وسلام وحوار، وأنها تمد اليد للعقلاء والحكماء في مختلف الديانات والحضارات لتقوية أواصر السلم والتعايش بين مكونات بني البشر مهما اختلفت دياناتهم وثقافاتهم وألوانهم.
وأكد رئيس وقف كوبنهاجن الكبير الدنماركي أن الدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والاستقرار العالمي ، هو اليوم أمضى من أي وقت مضى، وتأكد للعالم أنه لا سبيل لتحقيق أمنه واستقراره دون هذا الدور المحوري.