مقالات الكتاب

حكاية وراء كل باب

في إحدى الدول قبل أكثر من ثلاثين سنة، تزوج الملازم أول أ.م. ومرت السنوات وأنجب 3 أبناء، وكان ناجحًا في عمله، وكان يحتفل بترقياته حتى وصل إلى رتبة لواء. وكان يغير صورته المعلقة في صدر منزله مع كل ترقية. كان لا يتأخر عن مساعدة أهل منطقته والتوسط لهم في جميع الدوائر الحكومية وغير الحكومية. وكان في أغلب الأحيان يحصل على مقابل مالي كبير نظير هذه الخدمات. حتى جاء يوم أُعلن فيه أنه أُحيل إلى المعاش بعد بلوغه السن القانوني. وهنا قام بتعليق البدلة الرسمية، ورغم ذلك استمر في عرض خدماته مقابل المال، وكان ذلك الدخل الذي ينفق منه على بيته. ولكنه كان يخفي حقيقة أنه مجرد نصاب انتحل صفة ضابط شرطة طوال ثلاثين عامًا دون أن يُكشف أمره. ولكنه وقع عندما ضبطت الشرطة عددًا من الأوراق المزيفة لدى قيام أصحابها بتوثيقها في عدة جهات حكومية، وبالقبض على حامليها أفادوا بأنهم حصلوا عليها من ضابط كبير، وهو ما جعل الشرطة تتحرك بسرعة للكشف عن حقيقة الأمر.
وبعد ان تعرفت الشرطة على شخصية المحتال قبضت عليه في منزله وسط دهشة أبنائه،
وزوجته التي انهارت غير مصدقة أنها كانت أول ضحية للنصاب، وأنها عاشت معه أكثر من ثلاثين عامًا وهي تجهل شخصيته الحقيقية. أما أبناؤه فقد تحولت صورة أبيهم الضابط الذي يحظى باحترام الجميع، وكانوا يفتخرون به أمام معارفهم، إلى محتال خطير استطاع خداع جميع من حوله.
المحتالون عددهم كبير؟ وكتير منا سمع عن مزور الشيكات الأمريكي الذي تحولت قصته إلى فيلم سينمائي، والذي استطاع ان يعمل كطيار ومحام و طبيب أطفال قبل أن يفضح أمره ويسجن، وأخرج من السجن بعد أن رأت الشرطة أنها من الممكن أن تستغل خبراته الكبيرة لكشف المزورين الآخرين.
قد لا نقابل أشخاصًا مثل ذلك المحتال ولكن كم مرة قابلت شخصًا يبدي لك وجهًا غير الذي يخفيه؟
كم مرة تعاملت مع أحدهم، وكنت تظن أنك تعرفه حق المعرفة، ثم فوجئت بأنك لم تكن تعرفه أبدًا.
هناك من يعيش بين الناس بوجهين؛ واحد يظهر به أمام المجتمع، وآخر ينفرد به عندما يكون خلف باب مغلق.
وكم من الحكايات تختبئ خلف الأبواب المغلقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *