البلاد (غزة)
واصل الجيش الإسرائيلي، أمس (الثلاثاء)، خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر عمليات إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي ونسف منازل سكنية في عدد من المناطق، في تصعيد ميداني جديد يُنذر بتفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في القطاع.
ونفذت القوات الإسرائيلية عملية نسف واسعة النطاق شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، تزامناً مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية الإسرائيلية باتجاه المناطق الجنوبية للمدينة، ما أثار حالة من الذعر بين السكان في ظل استمرار التوتر الميداني.
وولم يقصر القصف على خان يونس؛ إذ شهد جنوب شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة قصفاً مدفعياً مكثفاً، وإطلاق نار متواصلاً، بالتزامن مع شن غارات جوية استهدفت مناطق شرقي مدينة دير البلح، في إطار عمليات عسكرية متزامنة طالت أكثر من محور داخل القطاع.
يأتي هذا التصعيد في وقت تؤكد فيه مصادر ميدانية استمرار إسرائيل في تنفيذ عمليات قصف ونسف لمنازل المواطنين في عدة مناطق من غزة، رغم سريان اتفاق وقف النار، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد ويقوض فرص تثبيت التهدئة.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في ظل أوضاع إنسانية بالغة التعقيد يشهدها قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية، وانهيار واسع للبنية التحتية، ما يجعل أي خرق أمني إضافي عاملاً مضاعفاً لمعاناة المدنيين، خصوصاً في المناطق الجنوبية والوسطى التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة.
وتشير مصادر محلية إلى أن عمليات النسف والقصف المدفعي أدت إلى أضرار واسعة في الممتلكات السكنية، وأجبرت عدداً من العائلات على النزوح مجدداً من منازلها، وسط حالة من القلق والخوف من اتساع نطاق العمليات العسكرية، في وقت لم تتضح فيه بعد آليات حماية المدنيين أو ضمانات الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الخروقات يضع اتفاق التهدئة أمام اختبار حقيقي، ويثير تساؤلات حول قدرة الوسطاء الدوليين على فرض التزام فعلي ببنوده، خاصة مع تكرار الانتهاكات الميدانية، وغياب إجراءات رادعة تحول دون تدهور الأوضاع نحو جولة جديدة من التصعيد.
خرق جديد لاتفاق وقف النار.. تصعيد إسرائيلي واسع جنوب خان يونس
