أكد أنها تهدد حياة الآلاف.. الصحة العالمية تحذر: التقدم في مكافحة المجاعة بغزة هش

البلاد (جنيف)
حذرت منظمة الصحة العالمية من هشاشة التقدم المحرز في مكافحة المجاعة في قطاع غزة، مؤكدة أن السكان ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة تهدد حياتهم اليومية، وسط استمرار الدمار الهائل بالبنية التحتية، وانهيار سُبل العيش والإنتاج الغذائي المحلي، والقيود الصارمة المفروضة على دخول المساعدات والعمليات الإنسانية.
وأوضح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على منصة”إكس”، أن نحو 100 ألف طفل و37 ألف امرأة حامل ومرضع معرضون لمخاطر سوء تغذية حاد خلال الأشهر المقبلة، وتحديداً بحلول أبريل 2026، ما يشكل تهديداً كبيراً على صحتهم وحياتهم. وأشار إلى أن هذه الفئات تعد الأكثر هشاشة في المجتمع الفلسطيني، حيث يواجه الأطفال نقصاً حاداً في الغذاء المغذي، فيما تحتاج النساء الحوامل والمرضعات إلى دعم غذائي وطبي عاجل للحفاظ على صحتهن وصحة أطفالهن.
وأضاف غيبريسوس أن نحو 50% من المرافق الصحية في القطاع تعمل جزئيًا فقط، وتعاني من نقص شديد في المعدات الطبية والإمدادات الأساسية، والتي غالباً ما تواجه قيوداً وإجراءات معقدة لدخولها إلى غزة. وأكد أن هذا النقص يحد من قدرة المرافق الصحية على تقديم الرعاية العاجلة والمنتظمة، ويجعلها غير قادرة على الاستجابة لحالات الطوارئ أو الأمراض المزمنة.
وشدد المدير العام للمنظمة على أن تحسين الوضع الصحي والغذائي في غزة يتطلب السماح الفوري والميسر بدخول الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية إلى المستشفيات والمراكز الصحية، لتوسيع نطاق الرعاية الصحية وتقديم الخدمات المنقذة للحياة للسكان المتضررين، وخاصة الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
وأضافت المنظمة أن القيود المستمرة على وصول الغذاء والمساعدات الطبية تهدد التقدم الذي تحقق في الأشهر الماضية، وأن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى زيادة حادة في معدلات سوء التغذية والأمراض المرتبطة بها، بما في ذلك الأمراض المزمنة والوفيات المبكرة بين الأطفال والنساء.
وأكد غيبريسوس أن تعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة يتطلب تنسيقاً دولياً فاعلاً مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان وصول الغذاء والأدوية والمعدات الطبية بشكل مستمر ومنتظم، مع مراعاة الاحتياجات المتزايدة للسكان جراء النزاعات المستمرة والأزمات الاقتصادية.
وشدد على أن التحديات الحالية تتطلب إجراءات عاجلة ومستدامة لتأمين الغذاء والرعاية الصحية، وحماية الفئات الأكثر هشاشة في غزة، حتى يمكن تحقيق استقرار نسبي في الوضع الإنساني ومنع وقوع أزمة غذائية وصحية أكبر في الأشهر المقبلة.