السياسة

إدانة دولية للجرائم الإسرائيلية المستمرة.. انتهاكات الاحتلال تعرقل المرحلة الثانية في غزة

البلاد (غزة)
تواصل إسرائيل انتهاكاتها في قطاع غزة، بما يشمل القصف العشوائي للمناطق السكنية وتدمير البنى التحتية واستهداف المدارس والملاجئ، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال. وتشكل هذه الممارسات خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار منذ 10 أكتوبر، وانتهاكاً للقانون الدولي الإنساني. وتؤكد منظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي ضرورة وضع حد لهذه الجرائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتثبيت وقف النار، ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأحد: إن الاجتماع الذي عُقد الجمعة في ميامي بشأن غزة يُعد الأهم منذ لقاء شرم الشيخ، مشيراً إلى أنه أتاح مناقشة مفصلة لمشكلات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وأوضح فيدان أن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تشكل”عائقاً خطيراً” أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة السلام، مؤكداً أن هذه الانتهاكات جعلت المسار أكثر تعقيداً، وأن هناك توافقاً بين الأطراف على هذه المخاوف، مع إجراء مشاورات متعددة لبحث سبل وقفها ومنع تكرارها.
وأضاف الوزير التركي أن المرحلة الثانية تتطلب استمرار التنسيق المكثف بين الدول الأربع الوسيطة: الولايات المتحدة وتركيا ومصر وقطر، مشيراً إلى أن الاجتماع تناول العمل التمهيدي لإعادة إعمار غزة وجرى مناقشته مبدئياً.
وأشار فيدان إلى أن الموقف التركي يستند إلى ثلاثة معايير رئيسية: إدارة غزة من قبل أهلها، ورفض أي تقسيم لأراضي القطاع، وأن تكون جميع الجهود في مصلحة السكان المحليين.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف أعلن السبت أن المرحلة الأولى من اتفاق غزة أحرزت تقدماً ملموساً، شمل توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وإعادة جثامين الرهائن، وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية، إلى جانب انخفاض مستوى الأعمال القتالية.
ومع ذلك، تواجه المرحلة الثانية تحديات كبيرة، حيث تطالب إسرائيل حركة حماس بنزع سلاحها ومنع أي دور إداري لها في غزة، بينما تؤكد حماس أنها لن تتخلى عن أسلحتها وتطالب بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.
في سياق متصل، استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح مختلفة في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً في حي الشجاعية شرق غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 10 أكتوبر الماضي. كما تواصل القوات الإسرائيلية القصف المدفعي وعمليات نسف وتدمير المباني السكنية في المناطق الشرقية من القطاع.
من جانبها، دانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة استمرار الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، كان آخرها قصف مدرسة تؤوي النازحين في غزة ما أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة العشرات، مؤكدة أن هذه الأعمال تشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي الإنساني.
وجددت المنظمة مطالبتها المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بتحمل مسؤولياته لوضع حد لهذه الانتهاكات، وتثبيت وقف إطلاق نار شامل ودائم، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بالإضافة إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين أمام العدالة الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *