البلاد (غزة)
على الرغم من استمرار اتفاق وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة منذ العاشر من أكتوبر الماضي، تصاعدت التوترات أمس السبت، حيث شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الضربات على عدة مناطق في القطاع، مستهدفة شرق مخيم المغازي وحي الزيتون شرقي مدينة غزة، فضلاً عن مناطق في رفح جنوبي القطاع، وتضمن القصف عمليات نسف لمبانٍ، ما أسفر عن دمار واسع في المناطق المستهدفة.
وكان الهجوم الإسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرق غزة، قد أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين، معظمهم من الأطفال، وفق ما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني، بينما نُقل عدد من الجرحى إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وذكرت السلطات المحلية أن عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء وقف إطلاق النار وصل إلى نحو 400 قتيل.
في المقابل، اعتبرت حركة حماس الضربات الإسرائيلية المستمرة انتهاكاً صارخاً للاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة بمشاركة مصر وقطر، داعية الوسطاء الدوليين إلى التدخل لوقف هذه الانتهاكات.
على الصعيد الدولي، كشفت وزارة الخارجية التركية تفاصيل محدودة حول الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة في ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وتركيا ومصر وقطر، لمناقشة تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة. وأوضح المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كيشيلي، أن الاجتماع تناول ترتيبات تشكيل “مجلس السلام” وقوة استقرار دولية لضمان حكم القطاع من قبل سكانه، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن الذي اكتمل إلى حد كبير.
وتستعد الولايات المتحدة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، التي تشمل نشر قوات استقرار دولية وتشكيل حكومة تكنوقراط محلية، إلى جانب وضع خطط لإعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب. كما أعد فريق بقيادة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي السابق، مسودة لمشروع تحويل غزة إلى مدينة حديثة تشمل ناطحات سحاب ومنتجعات سياحية، رغم استمرار التحديات المتعلقة بتمويل الإعمار وتعاون الدول المشاركة.
في غضون ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش خيار نزع سلاح حركة حماس بالقوة، وهو ما قد يؤدي إلى فرض حكم عسكري، لكنه لم يتخذ قراراً نهائياً وينتظر لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما جمدت جميع الملفات الأخرى المتعلقة بسوريا ولبنان وغزة.
وتؤكد الأمم المتحدة والوسيطون الدوليون على أهمية تنفيذ اتفاق غزة بالكامل، في ظل مخاوف من أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية قد يهدد استقرار المنطقة، ويعقد جهود إعادة الإعمار وتحقيق السلام الدائم.
وسط جهود دولية لإعادة الإعمار وتثبيت وقف النار.. تصعيد إسرائيلي في غزة
