السياسة

بعد مقتل قيادي حماس.. ترمب يحقق في احتمال خرق إسرائيل لوقف النار

البلاد (واشنطن)
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن إدارته تحقق حالياً في ما إذا كانت إسرائيل قد خرقت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك على خلفية مقتل القيادي البارز في حركة حماس رائد سعد، إثر ضربة جوية إسرائيلية يوم السبت. وأضاف ترمب في تصريحات من المكتب البيضاوي أن قوة تحقيق الاستقرار الدولية تعمل بالفعل في القطاع، مشيراً إلى أن المزيد من الدول سيتم ضمها لتعزيز جهود حفظ السلام، وأن أي عدد من القوات يمكن طلبه لتلبية متطلبات الأمن والاستقرار.
وأشار ترمب إلى أن التحقيق الجاري يهدف إلى التحقق من التزام الأطراف بوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ مؤخراً، مؤكداً أن الولايات المتحدة تتابع الموقف عن كثب لضمان منع أي تصعيد جديد في المنطقة. يأتي هذا الإعلان بعد أن استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنية على طريق الرشيد غرب مدينة غزة بأربعة صواريخ، ما أدى إلى مقتل القيادي البارز في كتائب القسام وإصابة آخرين، وهو ما اعتبرته حركة حماس خرقاً واضحاً للهدنة وللخطة التي وضعتها الإدارة الأميركية، مطالبة الوسطاء الدوليين بالتدخل الفوري لوقف الخروقات الإسرائيلية وحماية المدنيين.
منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، تسيطر القوات الإسرائيلية على النصف الشرقي الخالي من السكان في قطاع غزة، في حين استعادت حماس السيطرة على النصف الغربي، الذي يقطنه معظم سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، وسط أنقاض واسعة خلفتها العمليات العسكرية السابقة. ولم يتفق الطرفان حتى الآن على الخطوات التالية، حيث تطالب إسرائيل حماس بنزع سلاحها ومنعها من أي دور إداري مستقبلي، بينما تؤكد الحركة تمسكها بسلاحها وتطالب بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وينص الاتفاق على تشكيل قوة استقرار دولية بتفويض من الأمم المتحدة لتوفير الدعم والمراقبة والمساعدة في حفظ السلام. وقال القيادي في حماس خليل الحية إن دور هذه القوة يجب أن يقتصر على الانتشار على حدود قطاع غزة، خارج أراضيه، للحفاظ على سيطرة السكان المحليين وشؤون الحركة الداخلية، وعدم التدخل في الصراع الداخلي للقطاع.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن التحقيق الأميركي يأتي في ظل توتر مستمر بين حماس وإسرائيل حول التزامات وقف النار، وسط مخاوف من أن أي خرق جديد قد يؤدي إلى تصعيد عسكري يهدد استقرار المنطقة بأكملها، وهو ما يضع الضغوط على الوسطاء الدوليين للوفاء بدورهم في الحفاظ على الهدنة وتوفير حماية للمدنيين والمرافق الحيوية في غزة.
ويشكل ملف وقف إطلاق النار في غزة اختباراً حقيقياً لقدرة الإدارة الأميركية على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وضمان التزام الأطراف بوقف التصعيد، في ظل استمرار الخروقات والتوترات المتبادلة بين إسرائيل وحركة حماس، ما يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه جهود الوساطة الدولية في الملف الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *