البلاد (عدن)
شهد الملف اليمني خلال الساعات الماضية حراكاً دبلوماسياً وأمنياً لافتاً، تداخلت فيه المواقف الدولية مع تطورات ميدانية حسّاسة، في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة وبريطانيا دعمهما للحكومة اليمنية، بالتوازي مع استمرار العمليات الأميركية ضد عناصر تنظيم القاعدة في محافظة مأرب.
وجددت الولايات المتحدة وبريطانيا، أمس (الثلاثاء)، تأكيد التزامهما الثابت بدعم الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي، إلى جانب دعم أمن واستقرار البلاد، مع الترحيب بالجهود المبذولة لخفض التوتر في محافظتي حضرموت والمهرة جنوب شرقي اليمن.
وفي هذا السياق، أكدت السفيرة البريطانية لدى اليمن عبده شريف، عقب لقائها رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، أن لندن تشجع جميع المبادرات الرامية إلى خفض التصعيد في المحافظتين، مشيرة في منشور على منصة إكس إلى أن بلادها تواصل دعم الحكومة اليمنية ومجلس القيادة في مواجهة التحديات السياسية والأمنية.
من جانبها، أوضحت السفارة الأمريكية في اليمن أن واشنطن ستستمر في دعم السلطات الشرعية، مؤكدة أن التهدئة في حضرموت والمهرة تمثل خطوة مهمة للحيلولة دون انزلاق الأوضاع نحو مواجهات داخلية في منطقة تعد من أكثر المحافظات استقراراً وأهمية اقتصادية، نظراً لاحتوائها على موارد نفطية كبيرة.
وفي خضم هذه التحركات الدبلوماسية، صعّد رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي انتقاداته للإجراءات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي، معتبراً أنها تمثل “خرقاً واضحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية، وتهديداً لوحدة القرار الأمني والعسكري وتقويضاً لسلطة الحكومة الشرعية”.
تأتي هذه التحذيرات على خلفية انتشار قوات تابعة للانتقالي كانت قد وصلت من خارج حضرموت، وسيطرت على مواقع أمنية كانت تتولاها قوات محلية، ما أثار توتراً بين قوات النخبة الحضرمية وحلف قبائل حضرموت الذي أعلن سيطرته على منشآت نفطية في حقول المسيلة “لحماية الثروات المحلية”، وفق تعبيره.
وفي موازاة المشهد السياسي، شهدت محافظة مأرب عملية نوعية جديدة نفذتها طائرة أميركية مسيّرة، أسفرت عن مقتل قياديين اثنين في تنظيم القاعدة بوادي عبيدة شرقي المحافظة.
وأكدت المصادر أن القتيلين هما “أبو عبيدة الحضرمي” و”أنيس الحاصلي”، ويعد الأخير مسؤولاً أمنياً بارزاً في التنظيم. وأوضحت أن الغارة جاءت بعد عملية رصد وتتبع مكثفة لمخبأ سري يعد من أبرز مواقع اختباء قيادات التنظيم في السنوات الأخيرة.
وتأتي هذه الضربة ضمن سلسلة عمليات مماثلة استهدفت قيادات وعناصر تنظيم القاعدة خلال الأسابيع الماضية في محافظات مأرب وشبوة وأبين، في إطار مساعٍ أميركية لتقليص أنشطة التنظيم الذي استغل الانفلات الأمني لإعادة تنظيم صفوفه.
تكثيف ضربات واشنطن للقاعدة.. دعم دولي للحكومة اليمنية مع تصاعد توتر حضرموت
