قالها طلال مداح- رحمه الله وغفر لنا وله- في أبها المدينة الساحرة بجمالها ورددها الملايين، ولست أختلف مع من يعشقونها، بل وأعذرهم لأنها تستحق والواقع أن بلادنا من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها تستحق كل فنون العشق وقصائد العشاق ولعلني هنا أسجل عشقي الذي لا ينتهي لوطني (المملكة العربية السعودية) هذا العشق الذي لا أمل أبداً من ترديده، ومن التغني به اللهم احفظه، وأدم عليه فضلك وخيرك واجعله آمناً مستقراً مادامت الحياة (آمين). أتخيل لو حط المتنبي -رحمه الله- في كل مدينة من مدن المملكة لكتب فيها معلقة تفيض بالحب وأبلغ وصف للجمال، وهنا سأتحدث عن مدينتي الطائف؛ العشق الأول والأخير، التي يزداد- كل يوم- حبي لها، وما يرفع مستوى الفخر والاعتزاز بالوطن هو الخدمات الراقية والمتقدمة التي تقدم للمواطن في بلدنا، الذي كرمه الله بالمقدسات وبالخيرات الفائضة، كما أكرمه بالقيادة الطيبة التي كان المواطن وما زال وسيبقى أولويتها؛ ودعوني أخص هنا الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة، ممثلة في إدارات شؤونها في جميع أنحاء المملكة، وجميعنا رأينا الميزانية، وكيف أن خدمة المواطن ومصلحته تتصدرها، ولن أتحدث عن الميزانية، كما أفهمها كمواطنة، فالحديث عنها سيأتي في مقال قادم، لكن حديثي اليوم عن الخدمات الصحية، وخصوصاً عن الخدمات الصحية في الطائف، وبالأخص في مستشفى الملك عبد العزيز؛ المستشفى الذي لم تدخر الدولة فيه جهداً ليكون نموذجاً في البناء والكوادر والآليات والخدمات. لن أبالغ إذا قلت إن المراجع لعيادات المستشفى وأقسامها يلمس أن الأطباء والممرضات والعاملين تسلحوا بالإنسانية قبل الطب والإدارة ؛ آخر زيارة لي كانت في قسم (الطب النووي) بتوجيه من -عيادة القلب- الاسم في حد ذاته ـ أرعبني ـ لكن التعامل الذي كان من أطباء القلب (الدكتور سليم والدكتور حسام) وكذلك الطاقم المسؤول في الطب النووي من أطباء وممرضات، كان يفوق الوصف؛ جزاهم الله خير الجزاء؛ صحيح هو واجبهم ويأخذون عليه رواتب، لكن ليس كل من كلف بمهمة قام بأدائها بما يرضي الله أولاً، ثم المستفيد من هذه الخدمة!! والحقيقة أننا في حياتنا بحاجة لقيمة الامتنان بالدرجة الأولى للوطن، ثم لمن يقومون على خدمتنا ويؤدون الأمانة كما يجب، وتظل وزارة الصحة من الوزارات التي تتميز بسعيها الحثيث لتقديم أفضل الخدمات للمواطن، وليس معنى هذا أنه ليس هناك سلبيات، فما من عمل بشري إلا وتكتنفه الأخطاء، لكن هناك بذل جهود كبيرة لتلافي السلبيات أولاً بأول ؛وهي من الوزارات التي تهتم برأي المستفيد في كل زيارة له!! وكلما دخلت المستشفى أجد فيها وضعاً جديداً للارتقاء بالخدمة!! وفي جميع أرجائها تتوزع مكاتب الشكاوى والملاحظات، كلما راجعت المستشفى خرجت منها والفخر يجبرني أن أدعو بدوام -رخاء وعز واستقرار- هذا الوطن العظيم، وحق على كل مواطن أن يشكر الله على الخدمات الطيبة التي يعيشها، وألا يجعل أي ضغط من ضغوط الحياة يواجهه ينسيه الخدمات الكثيرة والنعم العظيمة، التي نعيشها في وطننا، الذي أكرمنا الله بالانتماء إليه؛ حقيقةً أحمد الله أنني مسلمة، كما أحمده أنني عربية من هذا الوطن، وأحمده أنني سعودية، كما أحمده أن وفقني للامتنان للنعم ولكل من يقدم لي خدمة!! بكل ما تعني الكلمة شكراً لوطني الرائع العظيم؛ شكراً وزارة الصحة؛ شكراً صحة الطائف؛ شكراً ملؤه الفخر لمستشفى الملك عبد العزيز بالطائف وكل العاملين فيها. وفقكم الله ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدنا بها عشقاً وفخراً).
لا تلوموني في هواها
