البلاد (واشنطن، موسكو)
أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا بات”قريبًا جدًا”، مشيرًا إلى أن الطريق أمامه مرتبط حاليًا بحل قضيتين رئيسيتين لا تزالان عالقتين، هما مستقبل منطقة دونباس ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وقال كيلوج، في تصريحات خلال منتدى ريجان للدفاع الوطني: إنه يجري العمل على ما أسماه “الأمتار العشرة النهائية” للوصول إلى اتفاق، وهي المرحلة التي وصفها دائمًا بالأصعب في أي مفاوضات. وأضاف: “إذا تمكنا من حل هاتين المسألتين، أعتقد أن بقية الأمور ستسير على ما يرام. كدنا نصل إلى النهاية”، مؤكداً أن العملية على وشك الانتهاء.
تأتي تصريحات المبعوث الأمريكي في ظل استمرار الحرب التي بدأت في فبراير 2022، بعد غزو روسيا لأوكرانيا، والتي تصاعدت بسبب النزاع الطويل بين الانفصاليين المدعومين من موسكو والقوات الأوكرانية في منطقة دونباس، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك. ويُعد هذا الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأشعل أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.
وأشار كيلوج إلى أن روسيا وأوكرانيا تكبدتا معًا أكثر من مليونين من القتلى والمصابين منذ بداية الحرب، من دون أن تكشف أي من الجانبين عن تقديرات رسمية دقيقة، بينما تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن المبالغة في تقديرات الخسائر.
وفي السياق ذاته، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه أجرى محادثة هاتفية”جوهرية” مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، وصهر ترامب، جاريد كوشنر، في خطوة وصفها المراقبون بأنها مرتبطة بالجهود الأميركية لصياغة اتفاق محتمل بين الجانبين.
على الصعيد الروسي، رحب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بالخطوة الأمريكية التي ألغت وصف روسيا بأنها”تهديد مباشر” في إستراتيجية الأمن القومي الجديدة، واعتبرها”خطوة إيجابية” نحو التعاون في مسائل الاستقرار الاستراتيجي. وأضاف بيسكوف أن موسكو ستدرس الوثيقة المحدثة عن كثب قبل استخلاص أي استنتاجات.
وتتضمن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، التي تبلغ 29 صفحة، رؤية ترمب للسياسة الخارجية على أساس “الواقعية المرنة”، مع التركيز على ما يخدم المصالح الأمريكية، والسعي لحل سريع للصراع في أوكرانيا، وإعادة الاستقرار الإستراتيجي مع موسكو، رغم الإشارة إلى أن تصرفات روسيا في أوكرانيا لا تزال مصدر قلق أمني رئيسي.
يأتي هذا التوجه وسط متابعة أوروبية دقيقة؛ إذ أعرب العديد من الحلفاء عن قلقهم من أن اللغة الأمريكية الأكثر مرونة تجاه روسيا قد تؤثر على الجهود الأوروبية والأمريكية لمواجهة موسكو، مع استمرار الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات.
أكد أن العملية على وشك الانتهاء.. المبعوث الأمريكي: اتفاق السلام في أوكرانيا في «الأمتار العشرة»
