البلاد (بيروت)
أعلن الجيش اللبناني، أمس (السبت)، توقيف ستة أشخاص يشتبه بتورطهم في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أثناء مرورها على طريق الطيري – بنت جبيل جنوبي البلاد. وأسفر الاعتداء عن تضرر آلية تابعة للقوة الدولية دون تسجيل إصابات بين عناصرها، وفق ما أكد بيان الجيش.
وأكدت قيادة الجيش في بيانها خطورة التعرض لعناصر اليونيفيل أو معداتها، مشددة على أنها “لن تتهاون في ملاحقة المتورطين وإحالتهم إلى العدالة”. كما لفتت إلى الدور المحوري الذي تضطلع به القوة الأممية في منطقة جنوب الليطاني عبر التنسيق المستمر مع الجيش، ولا سيما في تثبيت الاستقرار ودعم الجهود الرامية إلى منع أي خروقات أمنية.
وأشار البيان إلى أن التحقيقات مع الموقوفين انطلقت بإشراف القضاء المختص، في إطار الإجراءات القضائية الواجبة لمعالجة الحادثة.
ويأتي هذا التطور في وقت شهدت فيه منطقة عمل اليونيفيل خلال الساعات الماضية سلسلة توترات، أبرزها رصد القوة الأممية غارات إسرائيلية في نطاق عملياتها جنوب لبنان، إضافة إلى تعرض دورية لها لإطلاق نار من مسلحين قرب بنت جبيل، وفق ما أعلنت في بيان أمس الجمعة.
واعتبرت اليونيفيل أن الغارات الإسرائيلية تشكل “انتهاكاً واضحاً” لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي يشكّل أساس عملها في الجنوب، داعية الجيش الإسرائيلي إلى الالتزام بآليات التنسيق المعتمدة وتجنب الخطوات الأحادية. كما حذرت جهات لبنانية من مغبة أي رد فعل قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في منطقة شديدة الحساسية.
وتأتي هذه الأحداث في ظل تقليص الأمم المتحدة قوات اليونيفيل بنسبة 25% خلال الفترة الأخيرة، ضمن خطة لإعادة هيكلة وجودها الميداني. ورغم ذلك، شددت السلطات اللبنانية على أهمية استمرار مهام القوة الدولية ومساندتها للجيش في ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار في الجنوب.
يُذكر أن اليونيفيل كانت قد تعرضت خلال العام الماضي لسلسلة اعتداءات إسرائيلية واحتكاكات ميدانية، ما رفع مستوى المخاوف من تكرار حوادث قد تهدد مسار التهدئة الهش. وقد جدّد مجلس الأمن الدولي ولاية القوة حتى نهاية عام 2026، وسط توافق دولي على ضرورة استمرار دورها في منع الانزلاق نحو مواجهة أوسع.
الجيش اللبناني يوقف المعتدين على «يونيفيل»
