البلاد (المنامة)
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، أن السياسات الحكيمة لدول مجلس التعاون، أثمرت عن نموذج ناجح للعمل الإقليمي المشترك، جمع بين الاستقرار السياسي، والازدهار الاقتصادي، والتعاون الأمني، حتى أصبح المجلس منارةً مضيئة تُقصد للشراكات الإقليمية والدولية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها البديوي في أعمال الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي عقدت في مملكة البحرين أمس (الأربعاء)، مقدمًا التهنئة لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، لترؤسه الدورة السادسة والأربعين للمجلس، كما قدم شكره لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، على رئاسة سموه الدورة الخامسة والأربعين للمجلس، وما قامت به حكومة دولة الكويت، من جهدٍ سخيٍّ وعملٍ دؤوب لتعزيز هذه المسيرة المباركة، وتأكيد ما تتطلع إليه شعوب دول المجلس من وحدة الصف، وصفاء الهدف. وأشار إلى ما تعرضت له دولة قطر من هجمات صاروخية من إيران و إسرائيل، مشيدًا بالوقفة الخليجية الصادقة لمساندتها، وبدور المملكة العربية السعودية في قيادة الجهود الدولية لتنفيذ حل الدولتين، مرحبًا بنتائج المؤتمر الدولي للتسوية السلمية بالقضية الفلسطينية في نيويورك (سبتمبر 2025)، وما حمله من دعمٍ صريح للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما رحب بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام – 14 أكتوبر 2025، وبالاتفاق الذي وقّعته دولة قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة، والبدء في تنفيذ المرحلة الأولى لوقف الحرب على غزة، وتأكيدهم ضرورة التزام الأطراف كافة باتفاق وقف إطلاق النار، مثمنين ما تقدمه دول المجلس من مساعداتٍ إنسانية وإغاثية لدعم أبناء الشعب الفلسطيني. واستعرض البديوي أبرز ما تحقق خلال عام 2025 المتمثلة في التالي: الشراكات الدولية، بنجاح القمة الخليجية – الأمريكية التي التأمت في 14 مايو 2025 بالرياض، وعقد قمة مجلس التعاون والآسيان، والقمة الثلاثية مع الصين في 27 مايو 2025 بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، وعقد 13 اجتماعًا وزاريًا مشتركًا مع دول عربية وصديقة ومجموعات دولية، واستمرار الأمانة العامة في متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم وخطط العمل مع الدول والمنظمات الدولية. وأشار إلى التعاون العسكري، والبدء في تنفيذ قرارات وتوصيات الدورة الاستثنائية لمجلس الدفاع المشترك، الذي عقد تنفيذًا لتوجيهات قادة دول المجلس السديدة, في ضوء العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، وتنفيذ العديد من التمارين العسكرية المشتركة، حيث يعقد حاليًا تمرين اتحاد 25 الخاص بالقوات البحرية الخليجية، واستمرار عقد اجتماعات اللجان العسكرية المتخصصة، لتعزيز قدرات الردع المشتركة.
وقال: إن ثالث الأشياء التي تحققت هي التكامل الاقتصادي والتنمية بإنشاء الهيئة الخليجية للطيران المدني، واعتماد التعديلات على بعض مواد الاتفاقية الموحدة للضريبة المضافة والانتقائية، وإطلاق منصة الخليج الصناعية، وبدء تنفيذ المركز الخليجي للثورة الصناعية الرابعة، والتقدم في مشروع الاتحاد الجمركي عبر تشغيل منصة تبادل البيانات الجمركية (2026)، وتعزيز السوق الخليجية المشتركة، وتنظيم تجارة الخدمات، وآليات الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية، وتوقيع بيان بدء مفاوضات التجارة الحرة مع ماليزيا. وأضاف:”الإنجازات في الشؤون التشريعية والقانونية تمثلت في إصدار دليل الصياغة التشريعية للأنظمة الموحدة، وتعزيز النزاهة عبر الأدلة الخليجية الخاصة بمكافحة الفساد، واعتماد عدد من القرارت للمجموعة الخليجية لدى مجلس حقوق الإنسان، واعتماد الأسابيع الخليجية، للرقابة المالية والإدارية، ولحماية القيم الدينية والأخلاقية للأسرة. ومضى البديوي قائلاً:” في الشؤون الأمنية، تحقق اعتماد الإستراتيجية الخليجية الأمنية لمكافحة جرائم غسل الأموال 2026 – 2030، والإعداد لمؤتمر الأمن الخليجي/ العالمي2027 في دولة الإمارات العربية المتحدة. الإعداد لأعمال التمرين التعبوي (أمن الخليج العربي 4) في دولة قطر، والتحضير للبدء بتنفيذ مشروع النقطة الواحدة عند السفر جوًا، وذلك بشكل ثنائي بين الدول في حال جاهزيتها.
أكد أن مجلس التعاون أصبح منارة مضيئة.. البديوي: السياسات الحكيمة أثمرت عن نموذج عمل مشترك ناجح
