المحليات

يبحثون التكامل الاقتصادي في القمة الـ 46.. قادة الخليج يعززون الدفاع المشترك من البحرين

البلاد (المنامة)
تحتضن مملكة البحرين اليوم (الأربعاء) القمة الخليجية الـ46، في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات عميقة، خصوصًا ما يتعلق بتنفيذ اتفاق السلام لوقف الحرب في غزة، وتصاعد التهديدات الإقليمية التي طالت إحدى دول المجلس خلال العام الجاري.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، أن القادة الخليجيين سيناقشون اعتماد نظام دفاعي موحد ضد الهجمات الصاروخية، يتضمن إنشاء «قبة صاروخية» مشتركة لحماية دول المجلس.
وأوضح البديوي خلال لقائه بالإعلاميين في المنامة أن الدفاع المشترك يشكل أحد أبرز ملفات القمة، مشيرًا إلى أن دول الخليج أجرت بالفعل مفاوضات مع الدول المنتجة لمنظومات الحماية الصاروخية، أملاً في التوصل إلى اتفاق قريب.
وأشار البديوي إلى أن القمة تنعقد في ظل تطورات حساسة، أبرزها الاعتداءان اللذان تعرضت لهما قطر من إيران وإسرائيل خلال عام 2025، موضحًا أن قادة المجلس عقدوا اجتماعًا تضامنيًا في الدوحة عقب تلك الأحداث، ووجّهوا وزراء الدفاع لعقد اجتماع استثنائي لبحث سبل تعزيز الحماية العسكرية. وكشف عن اتفاق الوزراء على تبني خمسة إجراءات دفاعية نوعية، لم يُعلن عن تفاصيلها، لكنها تهدف إلى الارتقاء بالعمل العسكري الخليجي المشترك.


وفي الجانب الاقتصادي، أفاد الأمين العام بأن دول المجلس تتقدم في مسار توقيع اتفاقيات تجارة حرة جديدة مع باكستان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، بينما شارفت مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع المملكة المتحدة على مراحلها النهائية، في إطار شراكة “تاريخية وعميقة”، تشمل التعاون السياسي والدفاعي والثقافي والاقتصادي.
وكشف البديوي، عن تصدر ملفات الربط السككي والاندماج الإلكتروني للأجندة الاقتصادية للقمة الخليجية ال 46 المنعقدة في البحرين، معلناً عن اقتراب توقيع اتفاقيات تجارة حرة استراتيجية مع ثلاث دول، وذلك ضمن مسارين يهدفان لتعزيز التكامل الداخلي وتوسيع الشراكات الدولية.
وأكد البديوي أن القمة الحالية ترتكز في شقها الاقتصادي على مسارين أساسيين لا غنى عنهما، يتمثل الأول في دفع عجلة العمل الخليجي المشترك نحو مستويات أعمق من التكامل، بينما يركز الثاني على تنمية العلاقات التجارية لدول المجلس مع القوى الاقتصادية العالمية، موضحاً أن مشروع النقل بالسكك الحديدية والربط بالقطارات بين العواصم الخليجية سيحظى بنصيب الأسد من المناقشات؛ باعتباره شريان حياة جديداً للتنقل والتجارة البينية. وأشار البديوي إلى أن القادة سيناقشون أيضاً ملف الاندماج الإلكتروني بين دول المجلس، في خطوة تهدف إلى توحيد الأنظمة الرقمية وتسهيل الخدمات العابرة للحدود، بما يخدم المواطنين والمقيمين ويسرع وتيرة المعاملات الرسمية. وزفّ البديوي بشرى اقتصادية بقرب إبرام اتفاقيات تجارة حرة شاملة بين دول مجلس التعاون وكل من كوريا الجنوبية وباكستان ونيوزيلندا، مما يفتح أسواقاً جديدة للمنتجات الخليجية ويعزز التبادل التجاري مع هذه الدول الحيوية. وتكتسب القمة أهمية متجددة بوصفها محطة لترسيخ وحدة الصف وتعزيز تماسك منظومة مجلس التعاون، وترسيخ دورها السياسي المحوري في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة. وتبحث القمة الخليجية الـ 46 مجمل التطورات الإقليمية والدولية، ومسارات تعزيز العمل الخليجي المشترك في ميادين السياسة والاقتصاد والأمن، بما يعزز استقرار المنطقة، ويعكس الدور المتنامي لمجلس التعاون. وتعد هذه المرة الثامنة التي تستضيف فيها البحرين أعمال القمم الخليجية منذ تأسيس المجلس عام 1981.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *