مقالات الكتاب

مجرد (شو) !!

* إذا أردت الاستمتاع بأجمل الأغنيات وأعذب الكلمات فما عليك سوى الاتجاه نحوها.. تطريب لا أول ولا آخر له.. همس بلا صراخ.. هدوء بلا تشنج .. تفاعل لا افتعال.. صوت عربي يعيد صياغة الوجدان من مراكش حتى البحرين.. حنجرة يملؤها الشجن، وصوت عنوانه صدق الإحساس في الأداء والتكنيك والطلعات، (بالطبع لا يمكن أن أقصد بحديثي هذا “هيفاء”، وأدرك أنكم عرفتم أن المقصودة هي ماجدة الرومي تلكم الفنانة القامة والمبدعة العلامة) ..!
* (اعتزلت الغرام) قالتها ماجدة وانصرفت، وكأنها قد ربطت بين (الفن) و(غرامها) به، ولا زلنا ننتظر عودة ما بعد اعتزال الغرام؛ لأنه لم يحن بعد ميقات الإحتجاب والاكتفاء بالفرجة والصوم عن الكلام ..!
* الذين يسألون عن سر تنافس المغنيات العرب على العُري والابتذال في (الأغاني المصورة) التي تتمدد على موقعي (اليوتيوب) و(التيك توك)، وتبثها الفضائيات الغنائية يتجاهلون نقطة مركزية؛ مفادها أن هناك ثمة تناسبًا عكسيًا ما بين انخفاض مساحة الإمكانيات وزيادة رقعة العٌري، والموضوع تجاوز الجهر ولم يعد فيه سر يحتاج لنبوغ يكشفه أو عبقرية تعريه، فإذا أرادت مغنية جديدة أن تزيد مساحة إطلالتها بقنوات الأغاني العربية ومشاهداتها على (اليوتيوب)، فليس عليها سوى تقليل مساحة الملابس التي تغطي جسدها ..!
* تغيب ماجدة الرومي فتحمل معها الدهشة في رحلة ذهاب بلا إياب، بينما يظل قرار اعتزال سما المصري و(لو مؤقتًا) أكبر إضافة قدمتها سما مشكورة للفن العربي.
* ما كانت تقدمه (سما) المصري من (شو) وعرض، يبتذل الفن المصري ويمسح بسمعته (الأرض) ..!
* وجد أمامه قرص مدمج (سي دي) عليه فيديو كليب لمطربة (نصف معروفة) لا تُجهِد حنجرتها كثيرًا لاعتمادها في الغناء على جسدها لا صوتها، فكتب قبل الانصراف عبارة : (يُحفظ بعيدا عن متناول يد الأطفال)..!
* تبخرت بسرعة فائقة الأعمال التي عرفت في المشهد الفني باسم (أغاني المهرجانات)، لأنها للأسف لا صلة لها على الإطلاق بمعنى كلمة (مهرجان)، كما أنه لحسن حظ الفن أنها سميت (أغاني) رغم أنها لا تمت بصلة للغناء، وحقًا يبقى ما ينفع الناس من فنون راسخة بينما الزبد يذهب جفاء.
* واحدة من آفات العصر الحالي البحث الدائم عن الـ(شو show) ولفت الأنظار بغض النظر عن قبح الوسائل ورداءة الأعمال.
* تتزايد يومًا تلو الآخر أعداد حزب الفنانين الباحثين عن الأضواء، والمغنيات اللائي يطاردن (الشو) بغية جذب الانتباهة ولفت الأنظار.. عضوية الحزب في ازدهار مستمر.. وأشكال عديدة ابتدعها قادة ذاك الحزب بحثًا عن مساحات للتواجد في مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام فما بين (الأخبار الغرائبية) والأغنيات التي تشبه أخبارهم، والعبارات المتجاوزة، ترقد أكثر من (وسيلة شو) و(طريقة لفت نظر) مع أن المقياس الحقيقي للفنان ما يقدمه للناس من جميل أغنيات وبديع أعمال.
* أعزتي بحزب (عشاق الشو) الذي من كثرة أعضائه وامتداد قواعده لو خاض غمار أية انتخابات لكسبها : (الرجاء التمهل قليلا وعدم الاستعجال، وتذكروا أن للانجليز مثلًا يقول:” الذي يمشي ببطء يصل بسرعة”، وصدق القطامي يوم قال:” قد يدرك المتأني بعض حاجته، وقد يكون مع المستعجل الزلل”.
نفس أخير
* (شو) يا (شو) الفن (بهدلوه) !.

haythamcapo77@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *