البلاد (طهران)
أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، رغبة الوكالة في استعادة التعاون الكامل مع إيران، في خطوة قد تعيد فتح ملف التفتيش النووي بعد أشهر من التوتر بين الجانبين. وجاءت تصريحات غروسي، أمس (الثلاثاء)، خلال مؤتمر في العاصمة الفلبينية مانيلا، حيث شدد على أن الوكالة “تسعى لإعادة التعامل مع طهران بشكل كامل، بما يتيح استعادة أنشطة التفتيش دون قيود”.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام من إصدار مجلس محافظي الوكالة – المكوّن من 35 دولة – قراراً طالب فيه إيران بإبلاغ الوكالة “دون تأخير” بحالة مخزونها من اليورانيوم المخصب، وتقديم معلومات حول المواقع النووية التي تعرضت للقصف خلال الأشهر الماضية، في إشارة إلى الهجمات التي نُسبت لإسرائيل.
القرار أثار ردود فعل غاضبة داخل طهران، حيث وجهت السلطات الإيرانية انتقادات حادة للوكالة الدولية، معتبرة أن مواقف بعض الدول الغربية حالت دون تنفيذ اتفاق القاهرة الذي وقّعه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع غروسي في العاشر من سبتمبر الماضي. عراقجي صرح مؤخراً بأن الاتفاق انتهى عملياً بسبب السلوك الأمريكي والأوروبي، رغم أنه كان قد مثّل بداية لعودة التعاون بعد قطع العلاقات بين الجانبين إثر الحرب التي اندلعت في يونيو الماضي.
وكانت إيران قد حملت الوكالة جزءاً من مسؤولية اندلاع تلك الحرب، عقب تصويت مجلس المحافظين على قرار انتقد برنامجها النووي، ما دفع طهران إلى وقف التنسيق مع الوكالة لعدة أسابيع. ورغم التوصل لاتفاق القاهرة واستئناف عمليات التفتيش لاحقاً، إلا أن عمليات التفقد لم تشمل المواقع التي تعرضت للقصف، الأمر الذي ظل موضع خلاف بين الطرفين.
وفي أحدث تقديراتها، رجّحت الوكالة الدولية أن تمتلك إيران نحو 440.9 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من مستوى 90% اللازم لصناعة الأسلحة النووية، وذلك حين تعرضت منشآتها لضربات في 13 يونيو الماضي.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن استعادة التعاون بين الوكالة وطهران لا يزال رهناً بتخفيف التوترات السياسية، واستئناف الحوار الفني الذي قد يساهم في إعادة بناء الثقة حول برنامج إيران النووي ومستقبله.
في خطوة قد تعيد فتح ملف التفتيش النووي.. غروسي: «الطاقة الذرية» مستعدة للتعاون الكامل مع إيران
