البطالة المقنّعة؛ هي حالة يعمل فيها الأفراد في وظائف لا تحتاج فعليًا إلى كل هذا العدد من الموظفين، أو لا تستفيد من كامل قدراتهم، وبالتالي لا يضيف وجودهم قيمة حقيقية إلى الإنتاج أو سير العمل. ومن أبرز مظاهرها تكدّس الموظفين في إدارة أو قسم لا يحتاج إلا لعدد قليل. وغياب المهام الفعلية أو وجود مهام بسيطة لا تستدعي وظيفة كاملة، وإسناد عمل يمكن إنجازه بشخص واحد إلى عدة أشخاص، وجود موظفين يتقاضون رواتب دون إنتاجية واضحة، وتكثر هذه الحالات في وظائف السكرتارية، وفي وظائف المعقبين والمراسلين. ومن أسبابها التوظيف لأسباب اجتماعية أو إدارية وليس لحاجة العمل، وضعف التخطيط وإدارة الموارد البشرية، والرغبة في تلميع الأرقام بإظهار انخفاض البطالة، والتضخم في القطاع الحكومي، أو المؤسسات الكبيرة، ونقص التدريب والتأهيل؛ ما يجعل العاملين غير قادرين على أداء مهام ذات قيمة عالية، ومن آثارها السلبية انخفاض إنتاجية المؤسسات، وهدر للموارد والمال العام. وإضعاف جودة الخدمات، وإحباط الموظفين ذوي الكفاءة العالية، وتباطؤ النمو الاقتصادي على مستوى الدولة. ولمعالجتها يجب تطوير سياسات التوظيف وفق الاحتياج الحقيقي، ورفع كفاءة العاملين عبر التدريب وإعادة التأهيل، وأتمتة بعض الأعمال وإعادة توزيع القوى العاملة، وقياس الإنتاجية وربطها بالترقيات والمكافآت، وتشجيع روح المبادرة والعمل الحر؛ للحد من الاعتماد على الوظائف التقليدية.
ونخلص مما سبق أن البطالة المقنّعة هي نوع من البطالة يكون فيه الفرد موظفًا ظاهريًا لكنه غير منتج فعليًا ، إما لعدم حاجة المؤسسة لهذا العدد من العمال أو لعدم تناسب العمل مع مهاراته. تنتشر البطالة المقنّعة في القطاعات الحكومية والمؤسسات، التي تعاني سوء تنظيم إداري.
فالبطالة المقنعة سببها الأساسي سوء توزيع العمالة وضعف التكنولوجيا أو التعيين لأغراض اجتماعية. تؤدي هذه البطالة إلى انخفاض الإنتاجية وهدر الموارد المالية. كما تُبطئ التطور الاقتصادي بسبب غياب الحافز لرفع الكفاءة . يمكن معالجتها عبر تحسين التخطيط وتطوير المهارات وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا.
drsalem30267810@
