البلاد (غزة)
تصاعدت التوترات في قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، في وقت تتواصل فيه جهود الولايات المتحدة لإقامة مجتمعات بديلة للفلسطينيين على الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وسط استمرار الغارات الإسرائيلية والبحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين.
وشنت القوات الإسرائيلية أمس (السبت)، غارة جوية على سيارة غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين، وفق ما أفاد مصدر طبي محلي أكد مقتل قائد ركن العمليات في قطاع التسلح ضمن كتائب القسام أبو عبد الله الحديدي، إضافة إلى نجله، بعد استهداف مركبتهما قرب مستشفى الشفاء غرب المدينة بصاروخ واحد.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الغارة تأتي ضمن عملياته المستمرة ضد مسلحي حماس، فيما أدانت حركة حماس ما وصفته بـ”الخروقات الخطيرة والمتصاعدة لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وفي إطار تحركاتها العسكرية، جددت القوات الإسرائيلية قصفها المدفعي على شرق خان يونس وفرضت حزاماً أمنياً على مناطق شرق حيي الشجاعية والزيتون، في خطوة تهدف لتوسيع نطاق السيطرة على مناطق شرقي مدينة غزة والحد من تحركات مقاتلي القسام.
وفي وقت تتواصل العمليات العسكرية، تسعى الولايات المتحدة إلى إقامة مجتمعات بديلة للفلسطينيين بعيداً عن سيطرة حماس. وأوضح مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن الخطط تشمل إنشاء ما يسمى بـ”المنطقة الخضراء” على الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، لتوفير مساكن ومدارس ومستشفيات للمدنيين المشردين بسبب الحرب.
وتستهدف هذه المبادرة جذب الفلسطينيين بعيداً عن المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة، على أن تُبنى أولى المجتمعات في رفح جنوب القطاع، على الحدود مع مصر، والتي تقع تحت سيطرة إسرائيلية منذ مايو الماضي. وأكد المسؤولون أن الفرق الهندسية تعمل على إزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة تمهيداً لإقامة هذه البلدات الجديدة كنموذج لإعادة البناء المستقبلي.
في سياق متصل، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالضغط لنزع سلاح حركة حماس، بالتعاون مع قوة متعددة الجنسيات يقودها الجانب الأمريكي. وأشار إلى أن نزع السلاح سيكون شاملاً، في خطوة تأتي بعد موافقة مجلس الأمن على مشروع القرار الأميركي المتعلق بغزة وإطلاق القوة الدولية.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن إسرائيل مستعدة لتولي مهمة نزع السلاح إذا لم تقم بها القوة الدولية، مؤكداً أن هناك سقفاً زمنياً لهذه العملية دون الكشف عن تفاصيله. وتظل مسألة نزع السلاح معقدة، خاصة في ظل تأكيد حماس أن القرار يجب أن يكون وفق توافق وطني فلسطيني داخلي.
على صعيد آخر، استؤنفت عمليات البحث عن جثة رهينة إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط غزة، برفقة وفد من الصليب الأحمر، فيما تجري أعمال حفر مماثلة في حي الزيتون جنوب المدينة للعثور على رفات أخرى.
غارات إسرائيلية على غزة.. خطط أمريكية لـ«المنطقة الخضراء»
