البلاد (غزة)
وسط الركام الذي خلفته الغارات الإسرائيلية، بدأ فنيون وعمال فلسطينيون العمل على إنقاذ ما تبقى من قصر الباشا في غزة، مستخدمين أدوات بسيطة للعثور على القطع الأثرية المتناثرة وإجراء معالجات أولية للحفاظ على الهوية التاريخية للقطاع.
ويعمل فريق التراث الفلسطيني حالياً بالتنسيق مع مؤسسات محلية ومركز حفظ التراث في بيت لحم على مشروع إنقاذ عاجل يشمل استخراج القطع الأثرية المتبقية ومعالجة الأجزاء القابلة للترميم، في محاولة لإنقاذ جزء من تاريخ غزة الغني بعد سنوات من الاحتلال والدمار.
وأكد خبير التراث الثقافي في مركز حفظ التراث بمدينة بيت لحم حمودة الدهدار، أن القصر يعد أحد أبرز المعالم التاريخية في غزة ويعود للعصر المملوكي (1250-1517) ويقدر عمره بنحو ثمانية قرون، مضيفاً أن الخراب طال أكثر من 70% من مساحة المبنى.
وكان القصر يضم آلاف القطع الأثرية الهامة من العصور البيزنطية والرومانية والعثمانية، وقد تعرض لتدمير واسع ونهب من قبل الجيش الإسرائيلي خلال عمليات سابقة وأيضاً خلال الحرب الأخيرة. وأوضح مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، أن ما تعرض له التراث في القطاع لم يكن مجرد تدمير، بل نهب منظّم، معتبرًا ذلك جريمة ثقافية خطيرة تهدد الهوية الفلسطينية وتراث الإنسانية. وأشار إلى اختفاء عشرات آلاف القطع الأثرية من متحف القصر، ما يعكس سرقة ممنهجة وتهريباً خارج البلاد.
