البلاد (الخرطوم)
في تطور ميداني لافت، واصل الجيش السوداني تعزيز حضوره في إقليم كردفان، وسط تصاعد لحدة المعارك مع قوات الدعم السريع على جبهات متفرقة. وأفادت مصادر عسكرية بأن قوات مشتركة موالية للجيش دخلت مدينتي بارا وأم سيالة في ولاية شمال كردفان، في خطوة تُعد من أبرز التحركات خلال الأيام الأخيرة.
ووفق المصادر، لا يزال الجيش يفرض حصاراً محكماً على مدينة بارا، التي كانت قوات الدعم السريع قد استعادت السيطرة عليها مؤخراً، فيما تعمل طلائع القوات المتقدمة على تثبيت مواقعها في محيط المدينة استعداداً لأي مواجهة محتملة.
وأكدت المصادر دخول تشكيلات عسكرية تابعة للجيش وقوات مساندة إلى مناطق جديدة شمالي الولاية، من بينها منطقة أم سيالة، في وقت يتواصل فيه التقدم نحو جبرة الشيخ ومدينة بارا، ضمن خطة تهدف إلى توسيع نطاق السيطرة على خطوط الإمداد الحيوية في المنطقة.
أما في ولاية غرب كردفان، فتتواصل المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في بابنوسة، وسط تحشيد واسع للدعم السريع في مناطق غبيش والمجلد والتبون. وتمكن الجيش، وفق المصادر، من صد هجوم وصف بالقوي جاء من ثلاثة محاور، ما يعكس تصاعداً في مستوى العمليات العسكرية هناك.
ويكتسب إقليم كردفان، الذي يتكوّن من أربع ولايات (شمال، جنوب، شرق، وغرب)، أهمية استراتيجية بالغة باعتباره حلقة الوصل بين العاصمة الخرطوم ووسط السودان من جهة، وإقليم دارفور من جهة أخرى. وتشكل السيطرة على مدن محورية مثل الأبيض وبارا عنصراً حاسماً لطرفي النزاع، نظراً لدورها في التحكم بخطوط الإمداد العسكرية وحركة التعزيزات.
ومع استمرار المعارك وتوسع رقعتها، يبدو أن إقليم كردفان سيظل إحدى أهم ساحات الصراع بين الجيش والدعم السريع، في ظل محاولات كل طرف فرض واقع ميداني جديد قد يؤثر في مسار الحرب الدائرة في البلاد.
الجيش السوداني يدخل «بارا» و«أم سيالة»
