السياسة

«قانون قيصر» على رأس الملفات.. واشنطن تحتضن لقاءً تاريخياً بين الشرع وترمب

البلاد (واشنطن)
يستهل الرئيس السوري أحمد الشرع زيارته التاريخية إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، بلقاء اليوم (الاثنين)، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض، في خطوة غير مسبوقة لرئيس سوري منذ عقود. اللقاء يأتي بعد أيام من وصول الشرع إلى واشنطن ورفع اسمه واسم وزير الداخلية السوري أنس خطاب من قوائم العقوبات الأميركية، ويُتوقع أن يركز النقاش على ملفات أمنية وسياسية واقتصادية حساسة، على رأسها”قانون قيصر” والاتفاقات الأمنية المرتقبة مع إسرائيل.
وتمثل زيارة الشرع محطة فارقة في العلاقات السورية – الأمريكية، إذ تأتي في وقت يسعى فيه الطرفان لبحث سبل التعاون على مكافحة الإرهاب وضبط مخيمات المعتقلين في شمال شرق سوريا، وتسليم العناصر الإرهابية الأجنبية، إضافة إلى حماية حقوق الأقليات وتحقيق السلام الإقليمي.
وفي أولى نشاطاته الرسمية، التقى الشرع أمس ممثلي المنظمات السورية في واشنطن بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، مؤكداً أن العقوبات المفروضة على بلاده”في مراحلها الأخيرة” وأن هناك ضرورة لمتابعة العمل لرفعها. وأضاف أن إعادة إعمار سوريا تعتمد على”جهود أبنائها في الداخل والخارج”، معتبراً أن”الفرصة التي أتيحت للسوريين نادرة ويجب استثمارها بشكل كامل”.
وكانت زيارة الشرع إلى نيويورك في سبتمبر الماضي، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمثابة تمهيد لهذه المحطة الدبلوماسية التي وصفها خبراء بأنها علامة فارقة في السياسة السورية.
من جهتها، أشادت الإدارة الأمريكية بخطوات الحكومة السورية، حيث أثنى المبعوث الخاص إلى سوريا، توم براك، على أداء الرئيس الشرع وفريقه، مؤكداً أن تحركاتهم”تمثل خطوات صحيحة نحو الاستقرار”، وهو ما يعتبر مؤشراً على رغبة واشنطن في استكشاف آفاق التعاون مع دمشق بعد سنوات من التوتر والعقوبات.
ورغم هذا التقدم، يشير محللون إلى أن الملفات المطروحة لا تزال مفتوحة وتتطلب مزيداً من العمل الدبلوماسي المكثف، خصوصاً في مجالات الأمن الإقليمي وإعادة الإعمار والتعاون السياسي والاقتصادي. وتستمر زيارة الشرع حتى 11 نوفمبر الجاري، وتشمل اجتماعات مع مسؤولين أميركيين وأعضاء في الكونغرس لبحث مختلف الملفات الثنائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *