السياسة

الجيش السوداني يرفض الهدنة.. ومجلس الدفاع: تعبئة شعبية لمواجهة «الدعم السريع» بالفاشر

البلاد (الخرطوم)
وسط تصاعد حدة المعارك وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني تعبئة شعبية عامة لمواجهة قوات الدعم السريع، مؤكداً أن الاستعداد للمعركة يمثل “حقاً وطنياً مشروعاً”، وذلك بالتزامن مع رفض الخرطوم للمقترح الأميركي الخاص بوقف إطلاق النار.
وقال وزير الدفاع السوداني حسن داود عقب اجتماع المجلس برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في بورتسودان: إن المجلس”يشكر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وكبير مستشاريها للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس” على جهودهم ومقترحاتهم لتحقيق السلام في السودان، لكنه شدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعبئة شاملة لدعم القوات المسلحة ضد الدعم السريع.
وأوضح داود أن المجلس ناقش تقارير حول”جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي” ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، وقرر تشكيل لجنة وطنية مختصة لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المنطقة.
فيما أكدت مصادر حكومية في بورتسودان، أن الاجتماع تناول كذلك مقترح الهدنة الأمريكية الرامي إلى إنهاء النزاع المستمر منذ أبريل 2023، غير أن المجلس رفض المبادرة واعتبر التعبئة الشعبية أولوية لإنهاء التمرد المسلح واستعادة الأمن الوطني.
وتتواصل المعارك العنيفة في كردفان ودارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، آخر معاقل الجيش في الإقليم. وتستعد القوات لشن هجوم جديد على مدينة الأبيض، التي تمثل عقدة استراتيجية لطرق الإمداد في وسط السودان. في المقابل، أعلن الجيش السوداني تنفيذ غارات جوية مكثفة لمنع سقوط المدينة، مؤكداً مواصلة القتال حتى “تحرير كامل التراب الوطني”.
صور الأقمار الصناعية التي نشرتها جامعة ييل الأمريكية كشفت عن مقابر جماعية قرب الفاشر، وصفتها التقارير بأنها”تشبه فظائع رواندا” في تسعينيات القرن الماضي. كما أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مقتل 40 شخصاً على الأقل في هجوم استهدف تجمع عزاء بمدينة الأبيض، في وقتٍ وصف فيه الوضع الأمني بالمتدهور للغاية.
من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن وجود مجاعة مؤكدة في الفاشر وكادوقلي، محذراً من خطر انتشارها في 20 موقعاً آخر، بينما تعاني آلاف الأسر من انعدام الغذاء والمياه والمأوى بعد نزوحهم من مناطق القتال.
ويواصل المبعوث الأمريكي مسعد بولس تحركاته في القاهرة للبحث عن تسوية سياسية، حيث التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف فوري للعنف وبدء مفاوضات مباشرة بين الجيش والدعم السريع، مؤكداً أن”السودان يعيش كابوساً يجب أن يتوقف الآن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *