حدثني أحد الأصدقاء بأنه يخاف على ابنه المراهق، الذي لا يخرج من غرفته، ولا حتى لتناول الطعام، وأنه لا يترك جهاز الكمبيوتر أبدًا، ويلعب ألعابًا مختلفة عليه طوال الوقت.
هنا تذكرت خبرًا، أن الشرطة العراقية قبضت على مراهق لم يتجاوز الرابعة عشر أقنع 30 شخصاً من دول عربية وأجنبية بالانتحار من خلال موقع ألعاب.
و تذكرت قصصًا عن أشخاص انتحروا بعد محادثات مع بعض شخصيات خلقتها تطبيقات الذكاء الصناعي.
هناك دول عربية قررت حجب بعض المواقع؛ لحماية صغار السن من التأثير السلبي للتطبيقات والألعاب، التي تستدرج المراهقين إلى إيذاء أنفسهم.
الخطير أن هذه التطبيقات تقوم بخلق شخصيات بمواصفات؛ تتوافق مع احتياجات المراهقين، بعد أن تجمع بياناتهم الخاصة، وتصبح هذه الشخصيات خير رفيق للمراهق تتجاوب معه،
وتشاركه كل أفكاره. و بفضل الذكاء الصناعي تستطيع أن تقوده الى ما تشاء وتتحكم به؛
بل وتصبح صديقه الوحيد، الذي يثق به، والذي يتواجد طوال اليوم لسماعه.
في أوربا، قامت الدول بسن قوانين لتجريم شركات الذكاء الصناعي، التي قامت بجمع المعلومات عن المستخدمين، واستغلالها تجاريًا عن طريق الذكاء الصناعي. بل وفرضت الحكومات غرامات بمليارات الدولارات عليها.
نحتاج أن تقوم الدول العربية بسن مثل هذه القوانين، وأن تحجب هذه المواقع وتكبدها خسائر مادية.
والأهم من ذلك هو دور الأسر في حماية أبنائها، وأن تكون خير صديق لهم؛ حتى لا يضطر المراهقون إلى اللجوء إلى شخص خلقه الذكاء الصناعي؛ ليكون أقرب الناس إليهم. لابد أن لا يترك أبناؤنا بالساعات مع أجهزة إلكترونية، وفي محادثات لا نعلم من الطرف الآخر منها.
ولابد للأهل والمدارس من توعية الأبناء بمخاطر الذكاء الصناعي، والشخصيات التي يطلقها بخبث؛ حتى تتمكن من التحكم في تصرفات من يستخدمها.
لابد من إشراك الأبناء في أنشطة مشتركة مع الأهالي، ومع أقرانهم في المدرسة؛ حتى لا تكون هذه المواقع هي الملجأ الأول لهم.
إن ما يتعرض له أبناؤنا من أخطار تتطور بشكل كبير- لم يسبق لنا التعامل معها- يوجب علينا التحرك بسرعه أكبر.
الذكاء الصناعي والألعاب الإلكترونية وخطورتهما
	