البلاد (الخرطوم)
تواصلت الإدانات الدولية لما يجري في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في واحدة من أكثر مراحل الحرب السودانية دموية منذ اندلاعها في أبريل 2023، حيث أدانت وزارة الخارجية الأمريكية ما وصفته بالفظائع الجماعية وأعمال الانتقام والعنف العرقي التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر.
وطالبت واشنطن قوات الدعم السريع بوقف فوري لتلك الانتهاكات، وحماية الفارين من المدينة، الذين يواجهون أوضاعاً إنسانية مأساوية. وأكدت واشنطن استمرارها في العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين؛ لإيجاد مسار سلمي يضع حداً لمعاناة الشعب السوداني، داعية طرفي النزاع إلى الحوار والتفاوض بدلاً من السلاح.
وفي ظل الانقطاع شبه التام للاتصالات عن المدينة، كشفت شهادات مروعة رواها ناجون فرّوا إلى بلدة طويلة القريبة عن مشاهد قتل جماعي وإعدامات ميدانية وعنف جنسي ونهب واسع. وأكد شهود أن المسلحين فصلوا المدنيين الفارين بحسب الجنس والانتماء العرقي، واحتجزوا المئات مقابل فدية.
وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من المدينة خلال أيام، بينما لا يزال عشرات الآلاف عالقين داخلها، في حين كانت تؤوي نحو 260 ألف نسمة قبل الهجوم الأخير. وأوضحت منظمة “أطباء بلا حدود” أن قوات الدعم السريع تمنع كثيرين من الوصول إلى مناطق أكثر أماناً، مشيرة إلى أن نحو خمسة آلاف فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة غرب المدينة.
وفي الوقت نفسه، أظهرت صور أقمار اصطناعية حديثة التقطها مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية مؤشرات إلى استمرار عمليات القتل الجماعي داخل الفاشر ومحيطها؛ إذ رُصدت 31 مجموعة من الأجسام يُرجح أنها لجثث بشرية في مناطق سكنية وجامعية وعسكرية. وأكد التقرير أن” مؤشرات القتل الجماعي ما تزال واضحة للعيان”.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول خلال مشاركته في مؤتمر”حوار المنامة” بالبحرين، الوضع في السودان بأنه كارثي تماماً، قائلاً إن البلاد تواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم، فيما قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر: إن التقارير الواردة من دارفور”مروعة حقاً” وتدل على ارتكاب فظائع وإعدامات وتجويع واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب.
ورغم إعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) توقيف عدد من عناصره المتورطين في الانتهاكات، شكك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر في جدية التزام تلك القوات بالمحاسبة.
